إستبعد الباحث في الشأن السياسي رياض الوحيلي قدرة التيار الصدري على إسقاط الحكومة الجديدة من خلال التظاهرات، مشددا على أن الدعم الكبير من الاتحاد الوطني الكوردستاني للحكومة يعطي زخما لرئيسها محمد شياع السوداني.
الوحيلي: انتخاب رئيس الجمهورية نهاية للانسداد السياسي
وقال الوحيلي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن انتخاب رئيس الجمهورية الدكتور عبداللطيف رشيد وتكليف مرشح الكتلة الأكبر محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة هو نهاية للإنسداد السياسي الذي استمر لمدة عام وكان مليئا بالأزمات وتعطل المشاريع وعدم الاستقرار في العملية السياسية.
وأضاف الوحيلي أن مشاركة 277 نائبا في جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية هو بمثابة إقرار من الكتل السياسية بضرورة حل الازمة السياسية الراهنة وإنهاء حالة الانسداد السياسي التي أثرت على المواطنين، مشددا على ضرورة المضي في إتمام بقية الاستحقاقات الدستورية لتحسين الاوضاع خاصة بعد تشكيل حكومة السوداني، لافتا إلى أن مهام حكومة السوداني صعبة مع الأزمات التي وجدت في حكومة سلفه مصطفى الكاظمي، مؤكدا انه يمكن تجاوز هذه الازمات في حال تعاون ودعم القوى السياسية لإنجاح الحكومة وتنفيذ برنامجها.
وعن قدرة السوداني على تعيين الوزراء في حكومته وفق الكفاءة أم مصالح القوى السياسية، قال الوحيلي أن تعيين الوزراء مسؤولية مشتركة بين السوداني والأحزاب المشاركة في حكومته، مشيرا إلى ان السوداني وضع منهاجا لمعالجة الازمات واختيار الوزراء لن يكون بتسمية شخص واحد للمنصب، موضحا ان القوى السياسية ستقدم 3 مرشحين للمنصب الوزاري الواحد والسوداني سيختار المناسب منهم لشغل المنصب.
وتابع الوحيلي ان البرنامج الحكومي للسوداني قادر على معالجة الازمات في العراق لكن بشروط، مبينا أن السوداني سيتعرض لضغوطات سياسية داخلية وخارجية كبيرة، مشددا على أنه ان كانت هناك إرادة لدى الاحزاب والقوى السياسية لدعم السوداني في تنفيذ برنامجه الحكومي فستتم معالجة الكثير من الأزمات، مؤكدا أن وقوف القوى السياسية إلى جانب السوداني ستمكنه من إكمال تنفيذ برنامجه الحكومي، لانه لا يمكنه تنفيذ الاصلاحات دون دعم حقيقي من القوى السياسية، لافتا إلى أن علاقات بعض القوى السياسية مع الدول الاقليمية قد تقف عائقا أمام السوداني لاتمام تنفيذ برنامجه لكنه إن إستطاع جمع العدد الكاف من القوى حوله لتنفيذ البرنامج فبإمكانه تجاوز ذلك وحتى تجاوز الضغوطات الخارجية.
وعم دعم الاتحاد الوطني الكوردستاني للسوداني وحكومته، شدد الوحيلي على أن السوداني يتلقى دعما قويا من الاتحاد الوطني وهناك تطلع لمعالجة الازمات، لافتا إلى أن العلاقة بين الاتحاد الوطني والاطار التنسيقي الذي رشح السوداني لمنصب رئيس الوزراء، قوية واستراتيجية وهناك دعم كبير من الاتحاد الوطني للاطار التنسيقي خلال الانسداد السياسي.
الوحيلي: علاقة الاتحاد الوطني والاطار التنسيقي تسهم معالجة المشكلات
وفيما يتعلق بتأثير العلاقة بين الاتحاد الوطني والاطار التنسيقي على حل الأزمات بين اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، شدد الوحيلي على أن الاتحاد الوطني قادر على إيجاد حل حقيقي المشكلات بين الاقليم والحكومة الاتحادية، مشيرا إلى ان هناك دعم كبير من بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني لحكومة السوداني وبرنامجها، لافتا إلى أن هذا الدعم يعطي زخما كبيرا للسوداني، معربا عن إعتقاده بأن أول لقاء للسوداني والذي كان مع بافل طالباني يؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين الاتحاد الوطني والاطار التنسيقي، لافتا إلى إستمرار الاتحاد الوطني في دعمه للسوداني لتطبيق برنامجه الحكومي، وهذا سيؤدي إلى تحسن مستوى معيشة المواطنين في الاقليم ووسط وجنوب العراق، مشددا على أن ذلك يعود إلى حكمة قيادات الاتحاد الوطني.
وفيما يتعلق بغياب التيار الصدري عن مشهد تشكيل الحكومة، اشار الوحيلي إلى أن هناك محاولات لإشراك التيار الصدري في العملية السياسية باعتبار انه جزء فاعل ورئيسي، لافتا إلى أنه في حال لم يشترك الصدريون فإن العملية السياسية ماضية قدما ويمكن أن نشهد التحسن في جميع المجالات، مبينا أن على الكتلة الصدرية تدارك الأمر والاشتراك في الحكومة التي سيشكلها السوداني حتى يكون لهم ثقل برلماني في الدورة الانتخابية المقبلة.
وإستبعد الوحيلي أن يلجأ التيار الصدري إلى تحريك الشارع ضد حكومة السوداني ويلاقي مصير حكومة عادل عبدالمهدي، مشددا على أن قواعد اللعبة مختلفة الآن عما كانت عليه في 2019، فاليوم لا الولايات المتحدة ولا الدول الغربية تريد الإضطراب او الفوضى في العراق والشرق الأوسط بشكل عام وذلك لتستمر إمدادات الطاقة على خلفية الحرب الروسية الاوكرانية، مشيرا إلى ان المظاهرات ضد حكومة السوداني لن تجدي نفعا، ومن الأفضل للتيار الصدري الانخراط في العملية السياسية وتشكيل الحكومة بدلا من الذهاب إلى المظاهرات، مشددا على أن تغريدة وزير القائد التابع لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر لا تخدم العملية السياسية بقدر ما تهيج الشارع وهذا ليس من مصلحة أحد بما فيهم التيار الصدري.
الوحيلي: التيار الصدري لن يستطيع إسقاط حكومة السوداني
واشار الوحيلي إلى أن العملية السياسية ماضية بإكمال الاستحقاقات الدستورية حتى لو خرجت تظاهرات للتيار الصدري، لافتا إلى أن هناك رأي بالذهاب إلى انتخابات مبكرة بعد إجراء التعديلات الضرورية لقانون الانتخابات وتشكيل المفوضية العليا للانتخابات وإقرار قانون للموازنة ليتم إجراء الانتخابات بعد ذلك.
وعن عمر حكومة السوداني وهل ستكمل دورة تشريعية كاملة أم سينتهي بإجراء انتخابات مبكرة، شدد الوحيلي على أنه في حال الذهاب إلى خيار إجراء انتخابات مبكرة فهذا لن يكون قبل عامين من الآن لأن إجراء الانتخابات يحتاج إلى إجراءات تحتاج الى هذه المدة، مشيرا إلى أنه في حال نجاح حكومة السوداني خلال هذين العامين فمن الممكن استمرارها لحين انهاء الدورة الانتخابية وهي 4 أعوام وذلك بعد موافقة الكتل النيابية على ذلك.