خاص – المسرى
أكد الإعلامي والباحث السياسي ابراهيم السراج، أن بعض وسائل الإعلام لم تلتزم بالمعايير المهنية والحيادية والموضوعية بشأن الأزمة السياسية في العراق، بل كانت تصب الزيت على النار وتحاول أن تعزز وتكرس المشاكل والخلافات وكانت تدفع باتجاه حرب اهلية.
وقال السراج خلال مشاركته في برناج (حوارات) الذي يبث على قناة (المسرى): إن “إحدى القنوات الإعلامية (دون ذكر اسمها) كانت ترفض مبادرة الحوار، رغم أن الحوار هو لغة العقلاء وأن كل المشاكل والأزمات لا تحل إلا من خلال الحوار”.
وأضاف السراج، أن “بعض وسائل الإعلام وخاصة الخليجية منها كانت تسمي الأزمة السياسية بالصراع ولن تنتهي إلا بالعنف”، مشيراً إلى أن “بعض القنوات العربية كانت تدخل إلى قصر المؤتمرات دون أن تسأل وكانت هناك تسهيلات كبيرة لدخولها، فيما يعتدى على بعض مراسلي القنوات الأخرى وتصادر أدواته الصحفية وأن ملايين الدولارات صُرفت على بعض القنوات الإعلامية أثناء تغطيتها في قضية الهجوم على المنطقة الخضراء وحجزت فنادق لمراسليها وطواقمها الفنية في أفخم فنادق بغداد ووصلت أجور المراسل إلى أكثر من 5 آلاف دولار خلال أسبوع واحد، مقابل أن تنقل هذه الصورة إلى الرأي العام، بينما تنقل بعض القنوات الإعلامية الصورة كما هي ولك يكن يسمح لها بالتغطية”.
وأوضح السراج، أن “بعض القنوات الإعلامية كانت ضمن أدوات المشروع الفوضوي والفساد والعنف ومشروع تهميش الجميع والقفز على الدستور وإلغاء الثوابت الوطنية والتوافق السياسي”.
وأشار الإعلامي والباحث السياسي ابراهيم السراج إلى أنه “تم الاعتداء على صحفيين في بعض القنوات الإعلامية لأنهم حاولوا نقل الحقيقة كما هي في مناطق التظاهر”.
وأضاف السراج، أن “هناك نقص كبير في التشريعات والقوانين الخاصة بالإعلام وأن عمليات مراقبة ومحاسبة ومساءلة بعض وسائل الإعلام ضعيفة جداً وعلى مجلس النواب الحالي العمل على تشريع قانون جديد ينظم عمل وسائل الإعلام في العراق”.
وأكد السراج، أن “خطوات انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف محمد شياع السوداني انعطافة كبيرة في السياسة العراقية، لأنها حافظت على السلمية والتعايش السلمي”، مضيفاً أن “الإعلام المهني استطاع أن يغير قناعات بعض الناس وتحسب لها ذلك”.
وبين، أن “الاتفاقات السياسية بين الاتحاد الوطني والديمقراطي والإطار التنسيقي كانت خطوة نحو إعطاء بارقة أمل للمتلقي العراقي بأن العراق بخير وأنه تجاوز المحنة واستطاع أن يحافظ على التداول السلمي للسلطة”.
وقال السراج: إن “بعض القنوات الإعلامية فقدت جمهورها ومهنيتها وموضوعيتها وحياديتها وهي الآن في مشكلة كبيرة”.
وبشأن دور الإعلام الحكومي حيال الأزمة السياسية، اختتم السراج حديثه بالقول: إن “الإعلام الحكومي والذي هو شبكة الإعلام العراقي كان جزءاً من الأزمة والمشكلة وأن إدارة الشبكة التي تمثل كل أطياف الشعب لم تتعامل بمهنية وأصبحت مقربة لطرف حزبي ولم تكن تتعامل مع الأحداث بموضوعية ولم تغطي جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ولم تغطي الأخبار الخاصة بدعم الشرعية”، مضيفاً، أن “إدارة الشبكة ليست كفوءة وغير مخلصة وغير نزيهة مهنياً وأملنا بمحمد شياع السوداني المكلف بتشكيل الحكومة إعادة النظر بشبكة الإعلام العراقي وبنائها وفق أسس صحيحة تحافظ على موضوعية وأخلاقية العمل الصحفي وتحافظ على قانون الشبكة التي هي شبكة بث عام”.