المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
وأخيرا تشكلت الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني بعد مخاض عسير استمر أكثر من سنة، وتنفس الشعب العراقي الصعداء وعم التفاؤل والفرحة الشارع، خصوصا بعد أن أعلن في البرلمان برنامج عمله للفترة القادمة ومنها القضاء على الفساد وتعديل قانون الانتخابات وإجراء انتخابات مبكرة خلال عام.
المرحلة القادمة
ومع هذا، هناك تحديات جمة تواجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في المرحلة القادمة، وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي صباح العكيلي لـ( المسرى) “قد يكون محمد شياع السوداني يختلف عن رؤوساء الحكومات السابقة، لأنه قد وعد بأن يكون هناك تغيير للواقع، وبالتالي هذا التغيير سينعكس على المجتمع العراقي الذي فقد الثقة بالطبقة السياسية التي فشلت في حل العديد من الملفات” مبينا أن ” الضغط الموجود حاليا هو توفير الدرجات الوظيفية ومعالجة البطالة وقضية تقديم الخدمات”.
العقبة الأساسية
وأوضح العكيلي أن ” العقبة الاساسية التي ستواجه السوداني ستكون ملف القضاء على الفساد، لأنه بعد سلسلة من الصفقات وثبات بعد ملفات الفساد حيال بعض الشخصيات في حكومة مصطفى الكاظمي، وكذلك تقييم لبعض القرارات التي اتخذت من قبل حكومة الكاظمي والصفقات التي تم توقيعها، كل هذا يعتبر ملفا شائكا ومعقدا، وقد تمثل أبرز التحديات التي تواجه حكومة محمد شياع السوداني، من خلال كشف المفسدين وإيقاف عجلة الفساد”، لافتا إلى ان ” السوداني قد يصطدم بطموحات الكتل السياسية التي ربما تكون متورطة بتلك الملفات، لذلك يعتبر ملف الفساد هو أكبر تحد للسوداني، وقد يكون مؤجلا بالنسبة إليه، وخصوصا بعض الملفات الكبيرة التي تحتوي على قضايا فساد كبيرة”.
دور الأحزاب
ومن جهته، قال المحلل السياسي مهدي الصبيحاوي لـ( المسرى) إن ” حكومة محمد شياع السوداني، هي حكومة مؤقتة، ولكن قد تستمر لأربع سنوات، رغم ما أعلنه السوداني في منهاجه الوزاري انها حكومة لمدة عام”، موضحا أن ” أمام الحكومة الجديدة تحديات كثيرة، منها المتمثلة بمستوى الأحزاب المشاركة في الحكومة وكذلك التي لم تشارك معه في العملية السياسية عن طريق المعارضة الشعبية أو البرلمانية، وبالتالي هي حكومة جاءت في مرحلة حرجة “.
جهد كبير
أما المحلل السياسي حسين الكناني فأشار لـ( المسرى) إلى أن ” هناك تحديات كبيرة تواجه حكومة محمد شياع السوداني، منها ملفات الفساد والإنعاش الاقتصادي وغيرها، حقيقة تحتاج إلى جهد كبير وإلى تطهير الكثير من المؤسسات، خصوصا بعد استشراء الفساد في الكثير منها”، مؤكدا أن ” السوداني يتكأ على معرفته لحاجة الشعب إلى حكومة قوية قادرة على تنفيذ مطالبه، وفي نفس الوقت إلى القاعدة البرلمانية اليوم منسجمة فيما بينها إلى حد ما، لتكون داعمة لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في تنفيذ منهاجه الوزاري”.
مشاركة حقيقية
نوه الكناني إلى أن ” إدارة السوداني ذاهبة باتجاه المشاركة الحقيقية من قبل الكتل السياسية لإنجاحها، وبالتالي الأجواء ستكون مهيأة له لتنفيذ ما وعد به في برنامجه الوزاري بالتعاون مع الاحزاب والاطراف السياسيبة الأخرى”.
حقيقة التحديات
ولا يختلف إثنان على حقيقة التحديات الكبيرة التي تواجه حكومة محمد شياع السوداني وابرزها ملف الفساد المتغلغل بالدولة وقطع دابره، ولكن مع هذا سيواجه معوقات كبيرة بملف الصحة والكهرباء والخدمات والسلاح المنفلت، المهملة منذ سنين، على الرغم من صرف الأموال الكبيرة عليها.