بيره في (ملتقى ميري) ” تحرص الاحزاب الكوردستانية وعلى هدي فلسفة العمل الوطني وشدة الورد العراقية للزعيم التاريخي الرئيس مام جلال على لعب دوره المعهود كعامل خير وتقريب وتجسير للفجوات”
أكد عضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكوردستاني سعدي أحمد بیرە ، أن ما يجري ” في العراق اليوم ليس صراعاً أو منافسة سياسية، فهذه الأخيرة تجري بشكل اعتيادي ودائم في مختلف البلدان الديمقراطية، حسب مجموعة من القواعد والأسس، التي تستند إلى أعراف ومؤسسة اللعبة الديمقراطية، هي الدستور والحريات العامة ومؤسسة البرلمان وآليات الحُكم ومؤسساته؛ لكن ما يجري في العراق اليوم هو محاولة لتحطيم كل ذلك، عدم الاعتبار له وتجاوزه وبناء عوالم سياسية ومؤسساتية بغير ما بُني عليه العراق الحديث، ككيان ديمقراطي.
بيره : يتفشى الفساد وهدر المال العام والمحسوبيات وسط ضعف آليات المحاسبة والمراقبة، ومن يدفع الضريبة من قوتهم وحاضرهم ومستقبلهم هم العراقيون
وتابع بيره (في ملتقى ميري ) ، حينما ” يجري ذلك، يصبح مشروعاً السؤال حول إمكانية الاتفاق والتوافق على استراتيجية العراق المستقبلية، خصوصاً الملفات العصية قادم على ترسانة ضخمة ، من دوره وشكل انخراطه في الصراعات الإقليمية، مروراً بالفساد الذي يُغرقه من كل حدب، إلى مواجهة الإرهاب والأزمة البيئية الخانقة.”
بيره : أن تسأل القوى السياسية الكردستانية نفسها أولاً، بالذات من موقع قدرة وطاقة إقليم كردستان لأن يكون جزء من الاستقطاب والتصارع المفتوح
أشار عضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكوردستاني الى أن” بلادنا رغم ما تزخر به من عمق حضاري ومن ثروات وطاقات بشرية وطبيعية جبارة لا زالت تعاني من التأخر والتخلف في العديد من المجالات التنموية والإنسانية والتي ترتبط أساسا بعجز الكثير من النخب السياسية عن الارتقاء لسوية ما يواجهه العراق من تحديات جسامة “.
وقال بيره ” حيث يتفشى الفساد وهدر المال العام والمحسوبيات وسط ضعف آليات المحاسبة والمراقبة، ومن يدفع الضريبة من قوتهم وحاضرهم ومستقبلهم هم العراقيون الهائمون على وجوههم جراء الفقر والحاجة وغياب التوزيع العادل للثروة والموارد، ولا سيما الشباب منهم ممن يغامرون بحيواتهم في سبيل الهجرة في عرض البحار والمحيطات وعلى أسلاك حدود البلدان الأوروبية الشائكة. مع ما يرافق ذلك من ارتهان تقوم به دول العبور على حساب الشعب العراقي وطمعاً في أبتزاز العواصم الاوروبية.”
وبين ” كما ولا زالت المناطق المحررة من الإرهاب تعاني من آثار الدمار والخراب وانهيار البنية التحتية التي حلت بها أثناء اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لها، ومئات آلاف العراقيين من أبناء تلك المناطق لا زالوا يعيشون تحت الخيام وسط افتقار لأبسط مقومات الحياة الإنسانية”.
تابع بيره حديثه ” وما يزيد من خطورة المشهد هو أن ثمة تشكيكا حتى في استقلالية القرار الوطني العراقي ما ينعكس سلبا على هيبة الدولة ومكانتها في المحافل الإقليمية والدولية، ويشجع دول أخرى على التدخل في شؤون العراق والتعدي على سيادته والانتقاص من حقوقه كما هي الحال مع حصصه المائية من نهري دجلة والفرات مثلا .وكل هذا يسبب خلطاً في الاوراق وأستقطاباً حاداً في الاتهام و الاتهام المتبادل بين الفرقاء السياسيين ضمن السياق الكلي لما يحدث، جدير بالجميع أن يسألوا عن موقع ودور وفاعلية إقليم كردستان ضمن العراق. “
وأردف بالقول ” أن تسأل القوى السياسية الكردستانية نفسها أولاً، بالذات من موقع قدرة وطاقة إقليم كردستان لأن يكون جزء من الاستقطاب والتصارع المفتوح الذي يؤسس داخل العراق، ومدى تأثير ذلك وضعية إقليم كردستان الفيدرالية من السلطة المركزية في العراق، وإمكانية تبديد مثل هذه الأزمات السياسية لمكتسبات شعب كردستان، السياسية والاقتصادية والتنموية!!.
بيره : طيلة عام كامل وبعد انتخابات مبكرة راهن العراقيون عليها لاخراج بلادهم من دوامة الأزمات المفرغة عاشت البلاد انسدادا سياسيا حادا كاد يشل مؤسسات الدولة
مشددا في كلمته ” لا يتحمل إقليم كوردستان، بحكم صفته الدستورية وموقعه الجيوسياسي أن يكون قائماً وسائراً على سكة طويلة المدى من الصراعات السياسية ذات حدة وديمومة واستقطاب، بالذات بين القوى السياسية الكردستانية شديدة التمثيل للقواعد الشعبية في كردستان ، وبهذا المعنى، فأنه على كوردستان أن تمنح العراق كله، نموذجاً لآلية التوافق السياسي والركون إلى اللعبة الديمقراطية في البلاد. بحيث يكون التوافق ووحدة الصف الداخلي في كردستان فاعلاً اساسياً لأن يتمكن الإقليم من لعب دور إيجابي بين القوى السياسية العراقية، على مختلف مستويات خلافاتها الداخلي وصراعتها”.
ولفت ” وهكذا فطيلة عام كامل وبعد انتخابات مبكرة راهن العراقيون عليها لاخراج بلادهم من دوامة الأزمات المفرغة عاشت البلاد انسدادا سياسيا حادا كاد يشل مؤسسات الدولة ويدخلها في متاهات الفراغ الدستوري، بفعل تضارب أجندات المصالح الفئوية والحزبية وحتى الشخصية الضيقة على حساب مصلحة العراق والعراقيين وعلى حساب مبادىء الديمقراطية التوافقية والتعددية في اطار وطن فيدرالي يجمعنا تحت خيمته .وبالمناسبة فأن التوافقية هومفهوم ديمقراطي موجود في قواميس النظم السياسية وليست بدعة وضلالة كما يحاول البعض تصوير الامر”.
اوضح عضو المكتب السياسي في الاتحاد الوطني الكوردستاني ” نحن محكومون بالارتهان للتوافق ولتغليب لغة القواسم والمصالح المشتركة التي تلم شمل العراقيين والاحتكام للدستور لمعالجة أزمات البلاد الداخلية وتغيير آليات التعاطي مع الممارسة السياسية وكأنها فن اقتطاع كعكة السلطة واقتسامها نحو جعلها ممارسة لخدمة المواطنين والتعبير عن مصالحهم وأحلامهم وتمثيلها. والا فأن الحبكة الدرامية لرواية ماركيز العظيم (قصة موت معلن) سيبقى ماثلاً أمامنا لذا يجب أن ندفع الحكاية بأتجاه نهاية جميلة للقضية. نهاية عراقية نستحقها بعد طول معاناة.”
بيره : نحن نتفهم أن هناك تغيراً في المزاج السياسيي العام للاجيال الجديدة ونحترم ذلك ولكن نعتقد أن ذلك يجب أن يتم على قاعدة دستورية ضحى العراقيين من أجلها طويلاَ
واضاف ” بهذه الروحية الوطنية التي تراعي التنوع وتعتبره مصدر قوة وثراء العراق وتحرص على استثمار طاقات العراق بالشكل الصحيح تحرص الاحزاب الكردستانية وعلى هدي فلسفة العمل الوطني وشدة الورد العراقية للزعيم التاريخي الرئيس مام جلال على لعب دوره المعهود كعامل خير وتقريب وتجسير للفجوات التي تشق صف العراقيين ووحدتهم وتعطل المضي نحو طريق التنمية المستدامة في بلد غني يسبح على بحار من الثروات النفطية والمعدنية والزراعية.”
مشددا ” نحن نتفهم أن هناك تغيراً في المزاج السياسيي العام للاجيال الجديدة ونحترم ذلك ولكن نعتقد أن ذلك يجب أن يتم على قاعدة دستورية ضحى العراقيين من أجلها طويلاَ. علينا العمل كقوى سياسية وخاصة الرئيسية منها على تحقيق السلام الداخلي والعدالة الاجتماعية وضمان الحرية والتنمية وتطوير ديمقراطيتنا الناشئة ومعالجة ثغراتها وعيوبها عبر مكافحة ظواهر الفساد والترهل الإداري وضعف التقاليد الديمقراطية ونبذ نعرات التنابذ القومي والطائفي والإثني وتعزيز قيم التشارك والتكامل بدلا من ترك العراقيين ضحية التشاؤم والسوداوية وتثبيط عزيمتهم وحقهم في التطلع لغد جامع أفضل ولحياة حرة وكريمة تليق بهم” .