أكد الصحافي والناشط السياسي علي الحبيب ضرورة إيجاد حلول جذرية لأزمة الخدمات وحدوث الفيضانات في العراق، منتقدا التفرقة بين مناطق المواطنين والمنطقة الخضراء التي تعيش فيها الطبقة السياسية.
وقال علي الحبيب خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن المشهد الشتوي في عام يعاد ويتكرر والحكومات المتعاقبة تتحدث كما سابقتها وتقول بأنها ستقوم بالاصلاحات وتنفيذ المشاريع لمواجهة موسم هطول الأمطار وبأنها مستعدة، لكن عند هطول أول موجة من الامطار فإن بغداد العاصمة تغرق.
وأضاف الحبيب أن هناك مرافق خدمية مثل المستشفيات والمدارس وحتى بيوت المواطنين تغرق في مختلف المدن والمحافظات، مشيرا إلى أن هناك محافظات أعلنت حالة الطوارئ مع هطول أول موجة من الأمطار، منتقدا أداء أمانة بغداد والتي تصور الأمر على أنه سهل.
على الحبيب: هناك فشل حكومي في معالجة أزمة الخدمات
وتابع الحبيب أن المنطقة الخضراء بعكس باقي مناطق بغداد لا تعاني من السيول والفيضانات واصفا إياها بالجافة في وقت جميع مناطق بغداد غارقة بالمياه، لافتا إلى أن مياه الأمطار يجب ان تحول الى الانهر لمكافحة الجفاف لكنها باتت نقمة على الناس وباتت الأمطار تشكل الخطر على حياة المواطنين.
واشار الحبيب إلى أن المنطقة الخضراء تمتاز ببنية تحتية قوية وهناك إهتمام بها لأن الطبقة السياسية تعيش فيها وهنا تشجير فيها وتتم عمليات تنظيفها بشكل مستمر بعكس الشوارع الأخرى الجرداء ولا يوجد بها تشجير ومساحات خضراء، مشددا على أن الطبقة السياسية التي تعيش في المنطقة الخضراء أصبحت نقمة على الشعب ولا تخدمه.
واشار الحبيب إلى أن البنى التحتية الخاصة بالصرف الصحي مبنية منذ عهد النظام المباد، ولاتوجد ادامة مستمرة لها بحيث لا يتم تنفيذ صيانة دورية لهذه المجاري، لافتا الى أن الفساد أيضا حاضر في تنفيذ أي مشروع لأنابيب الصرف الصحي ومجاري المياه.
علي الحبيب: مشاريع أمانة بغداد ليست سوى شعارات
وشدد الحبيب على أن الإستعدادات التي تحدثت عنها أمانة العاصمة بغداد دون المستوى وقد غرقت بغداد بعد أول موجة أمطار، لافتا إلى أن أمانة العاصمة لا تعمل إلا بعد أن يسلط الاعلام الضوء على الأمور، وما تعلنه من مشاريع عملاقة ليست سوى شعارات ، ومنها زيارة رئيس الوزراء الاتحادي محمد السوداني إلى أمانة بغداد قبل أيام، فالمواطن لم يلتمس شيئا من الاستعدادات لمواجهة الأمطار.
ويرى الحبيب أن الغياب التام للعملية الرقابية تسبب في دمار هذا البلد، مشددا على أنه لو كان هناك رقابة ومحاسبة لمن لا يؤدي مهامه لكان وضع البلد مغايرا، لافتا إلى أن غياب الرقابة أدى لتفشي الفساد ومعظم المشاريع المعلن عنها شكلية لتذهب الاموال لجيوب الفاسدين، مؤكدا ان الدور الرقابي مختف منذ 20 عاما واليوم نحصد نتائج ذلك.
وعن وضع المستشفيات والتي تغرق مع هطول الأمطار، شدد الحبيب على أننا لم نشاهد بناء مستشفى بعد 2003، والمستشفيات الموجودة من بناء النظام المباد، وخاصة المستشفيات الرئيسية، مؤكدا ان أبنية المستشفيات متهالكة ولا توجد عمليات لترميمها، لافتا إلى أن بغداد تعاني أيضا من قلة الجسور وضرورة بناء جسور جديدة لحل أزمة الازدحامات المرورية، مشددا على أن هذا دليل على الفشل الحكومي وفشل الطبقة السياسية.
وعن ما يتضمنه المناهج الوزاري لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن الخدمات، وصف الحبيب المناهج بالشعاراتي وانه مستنسخ من مناهج حكومات سابقة، مشددا على أن المشكلة تكمن في عدم تفعيل المنهاج الوزاري وغياب العمل به، مشيرا إلى أنه لم نلحظ أي عمل جاد لمعالجة أزمة الخدمات.
وعن الحاجة إلى وجود أمانة بغداد في ظل عدم معالجة أزمة الخدمات، قال الحبيب أن أمانة العاصمة لها دور في ادارة بغداد والمشاريع فيها لكنها تحتاج إلى من يكون لديه حس وطني يحب بلده لتفعيل المشاريع، مشددا على أن وجود أمانة العاصمة واجب لكن أداؤها دون المستوى المطلوب.
علي الحبيب: غياب الرقابة على المشاريع سبب الدمار للعراق
ودعا الحبيب، رئيس الوزراء السوداني إلى عدم اتخاذ اجراءات لحلول مؤقتة ترقيعية، مشددا على الحاجة لحلول جذرية لمعالجة أزمة الخدمات ومواجهة الفيضانات، والعمل على إستثمار مياه الأمطار لزيادة الخزين المائي وليستفاد منها المواطن ولحل أزمة الجفاف التي تعاني منها البلاد ولتنشيط المشاريع الزراعية.