خاص – المسرى
استتوطنت في منطقة (عفك) بمحافظة الديوانية خليط من العشائر العربية مثل آل شيبة، وآل غانم، والحزامات والآوسي، كما تسكنها عشائر من المتحدرين من نسل الرسول الكريم مثل المحانية والغوالب والمطاريح.
كما وانحدرت منها قبائل مثل قبيلة شمر العربية الكبيرة، ثم توسعت المنطقة لتصبح بلدة ومدينة مركز ناحية ثم قضاء.
ومن أهم وأقدم مدارسها مدرسة (عفك) الابتدائية في الديوانية التي تأسست في 17 تشرين الثاني عام 1925، وبنيت من الطابوق والقوع.
يقدر عمر المدينة الحالية باسمها المعروف الآن بحوالي 300 سنة، وأخذت التسمية عن أول من بنى بيتاً فيها واستوطنها وهو (محمد العفاك) الذي قدم هارباً من أقاربه من الناصرية، بعد أن قتل أحداً بطريق الخطأ.
وانفرد (المسرى) بسرد حكايا المدرسة التاريخية في الديوانية، حيث وثقت في سجلاتها القديمة كيف كان زي الطلبة وتدوين عناوينهم وأُسرهم وأهم الشخصيات التي تخرجت منها، ووضع مدرسة (عفك) على لائحة التراث كون كل ما موجود فيها يُعد قديماً ولا يمكن تغيير ما هو موجود فيها حفاظاً على أرثها العلمي الكبير.
ويقول مدير مدرسة (عفك) المتقاعد مرزة الغانمي للمسرى: إن “مدرسة عفك الإبتدائية هي من أوائل المدارس على مستوى العراق من حيث التأسيس في العام 1925 وتم بناؤها في خمسينيات القرن الماضي ولها وجود وتاريخ حافل وخرجت أجيالاً عديدة ولها ذكريات كثيرة لمدينة عفك وتركت أثراً كبيراً كونها من أولى المؤسسات التربوية في العراق في زمن وزارة المعارف العراقية”.
وأشار الغانمي إلى أن “المدرسة دخلت لائحة التراث وتمت أرشفة سجلاتها وتثبيتها ضمن الأصرحة الحضارية من قبل مديرية الآثار العراقية”.
من جانبه يقول المدير الحالي للمدرسة حيدر الحسناوي للمسرى: “كنت تلميذاً في مدرسة عفك وتعينتُ فيها وأصبحت معاوناً وحالياً مديراً لها وسأبقى فيها حتى التقاعد”.
وأضاف الحسناوي، إن “المفارقة الأجمل، قيامي بتوقيع كتاب التقاعد للمعلمات اللاتي درسن في الصف الأول في المدرسة”.
أما حسن المحنة وهو مواطن من أهالي عفك، يقول للمسرى: “أفتخر بمدرسة عفك وأدعو كافة الجهات المعنية للحفاظ على هذا الإرث التاريخي الحضاري”.
وأكد المحنة، أن “مدرسة عفك تعتبر المدرسة الأم التي خرجت أجيالاً، منهم الآن وزراء ومستشارين وقسم منهم يشغلون مناصب في دول أخرى”.