أكد رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري، أن التغييرات التي أجراها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ترتبط بعدة عوامل، منها المنهاج الوزاري وإعادة هيكلة الدولة العراقية وفق مسار لكابينة حكومية ومنهاج يمكن من خلاله تطبيق ملفات يَعتقد أنها ذات مساس مباشر بحياة المواطنين وتطبيق قراري المحكمة الاتحادية التي نصت بأنه لا يجوز لحكومة تصريف الأعمال المضي قدماً نحو اختيار درجات خاصة لعملية تسيير دوائر أو مؤسسات الدولة.
وقال الشمري خلال مشاركته في برنامج (لقاء المسرى) الذي يبث على شاشة قناة (المسرى): إن “داعمي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يضعون في حساباتهم أيضاً التوجه نحو إعادة هيكلة الدولة العميقة التي فقدت مساحات في بعض الحكومات السابقة”.
وأضاف الشمري، أنه “يجب أن لا تُدار الدولة بعقلية الأحزاب، خاصة الأحزاب التي قد تكون لها مؤاخذات من قبل الشعب العراقي في إدارة الدولة”.
وقال الشمري: إن “محمد شياع السوداني جاء من رحم قوى تقليدية، قوى الاسلام السياسي الشيعي التي أخفقت في إدارة الدولة وحتى القوى السنية وبعض القوى الكوردية”، مضيفاً، أن “السوداني يدرك جيداً بأنه سيكون مسؤولاً أمام الشعب”.
وبشأن اعتزال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للسياسة، قال رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري: إن “مقتدى الصدر قد يكون مضطراً إلى الفعل السياسي ما بعد مرحلة الاختبار والتي تكاد تكون عرفاً في أغلب الحكومات هي (100 يوم أو90 يوم) وعند ذلك سنكون أمام رد فعل بالنسبة للتيار الصدري الذي يدرك جيداً مدى الإحباط في نفوس أتباعه”، مشيراً إلى أن “تجربة اعتزال مقتدى الصدر للسياسة ليست بجديدة”.
وبشأن عودة التظاهرات، قال الشمري: إن “إمكانية عودة التظاهرات أمر وارد، سيما عملية الاقصاء وحالة الثأر التي تنطلق بها بعض المنصات التي ستكون مصدر قلق ولن تدفع باتجاه سلوك سياسي جديد في العراق”.
وبشأن استمرار رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في منصبه ولجوء بعض القوى إلى عزله، أضاف الشمري، أن “محمد الحلبوسي يدرك بأن هناك مشاريع لقوى الاسلام السياسي الشيعي بدأت فاعلة بشكل كبير غرضها تقويض مستقبله السياسي، لذلك يركز ويتحدث عن التظاهرات التي يمكن أن تنطلق من المحافظات ذات الأغلبية السنية”.
وحول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ومشاركة القوى السياسية والتدخلات الخارجية في ذلك، أوضح الشمري، أن “مرحلة تشكيل الحكومة العراقية كانت إيرانية بامتياز وأن إيران كانت فاعلة بشكل أكبر على مستوى الداخل العراقي وأن أمريكا لم تتدخل لأنها لم تضع العراق كسلم أولوية في حساباتها وأنها تعمل وفق ستراتيجية الاقتراب غير المباشر”.
وبشأن شريحة الشباب وتأثيرها في القرارات العراقية، أضاف الشمري، أن “شريحة الشباب مؤثرة بشكل كبير جداً لكنها بحاجة إلى إعادة ترتيب ولا يزال أمامها طريق طويل على مستوى تنظيم العمل والنضج بالتحديات وسد الثغرات أمام جهات قد تعمل على إضعاف دور شريحة الشباب”.