المسرى .. متابعات
أكدت دراسة أوروبية على ضرورة الاهتمام بالثقافة والتعايش السلمي والحريات الدينية ضمن جهود إعمار الموصل. داعية الى أهمية استرجاع قدرة المكونات الاجتماعية على العودة الى ممارسة أنشطتها.
وذكرت دراسة سويدية أعدها، / معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام / ، طالعها المسرى ، بشأن جهود ما بعد الحرب في اعادة اعمار الموصل وسهل نينوى، أن ” تعزيز واحياء جانب الثقافة والزراعة والتعايش الاجتماعي وممارسة العادات الدينية بين الطوائف المختلفة لأبناء الموصل هو امر معنوي ضروري جدا ًيجب التركيز عليه بالتزامن مع جهود إعادة اعمار الأبنية والبيوت والبنى التحتية للمدينة”.
الدراسية التي حملت عنوان (مرحلة ما بعد الحرب لإعادة اعمار سهل نينوى- الجانب الزراعي والممارسات الثقافية والتجانس الاجتماعي)، شددت على الاخذ بنظر الاعتبار معدل الدمار الذي لم يسبق له مثيل فانه ستستغرق سنوات طويلة وموارد ضخمة قبل ان تتمكن نينوى وأهلها التعافي من تبعات التجربة المؤلمة لما لاقوه خلال مرحلة احتلال عصابات داعش الإرهابية”.
لفتت الدراسة ، إلى ” جهود إعادة اعمار ضخمة ومصالحة مطلوبة لمعالجة التأثيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتراكمة على طوائف عرقية ودينية مختلفة في نينوى”.
وتجد، أنه ” في استرجاع الأنشطة الزراعية أهمية لمعالجة تحديات حالية أخرى مثل تأثيرات التغير المناخي وشح المياه ، منوهة ، إلى ” استطلاع رأي 216 فرداً، من زعماء عشائريين ونشطاء مجتمع مدني ومزارعين وقرويين ونازحين، عن مدى تفاعل الجوانب الثقافية والدينية والاقتصادية والزراعية المختلفة في سهل نينوى للمساعدة بإعادة تأهيل الأنشطة الاقتصادية والمعيشية واسترجاع الممارسات الثقافية والدينية وتعزيز الانسجام المجتمعي “.
وذهبت الدراسة، إلى أن ” انحسار الامطار والجفاف مضافا لهما قدرة محدودة على ادخال أنظمة ري، في منطقة حيث تعتمد فيها الزراعة على الامطار في سقيها فقد، نجم عن ذلك تراجع كبير بالدخل المالي للأهالي مع صعوبات اقتصادية”.
وتواصل الدراسة، أن ” الاستنتاجات بينت ان القدرة على الاندماج بممارسات ثقافية ودينية لها صلة كبيرة بهوية الناس وشعورهم بالانتماء لمنطقتهم وللعراق بشكل عام، بالنسبة لكثير من الناس تمثل دافعا للعودة الى مناطقهم بعد مرحلة النزوح”.
وزادت، أن ” جهود إعادة الاعمار يجب ان ينظر اليها كفرصة لمعالجة مشاكل وقضايا، ليست لها علاقة مباشرة بالحرب، ولكنها حيوية لتعزيز جانب التعافي، وكذلك فرصة لتعزيز المرونة والتسامح على مدى طويل”.
وتحدثت، عن ” قتل عشرات الالاف واجبار الملايين على ترك منازلهم للبحث عن ملجأ في أماكن أخرى داخل العراق او خارجه”.
وأردفت، أن ” تخمينات مشتركة للبنك الدولي والحكومة العراقية قدرت كلف الدمار التي لحقت بأبنية دينية تاريخية بحدود 56.2 مليار دينار عراقي (47 مليون دولار)”.
ومضت الدراسة، إلى أن ” تدمير معالم دينية اثرية تسبب بحزن عميق ومعاناة لأهالي محليين لما لها من رمز عالق في اذهانهم ويمثل هويتهم وانتماءهم”.