خاص – المسرى
تقع مقبرة الجنود الانجليز في منطقة السراي الشرقي وسط مدينة الكوت بمحافظة واسط، وكانت هذه المقبرة تحظى باهتمام واسع قبل أحداث حرب الخليج الأولى التي انقطعت بعدها العلاقات العراقية البريطانية.
ويأخذك الكوتاويون ما أن تصل إلى مدينة الكوت جنوب بغداد، في نزهة لمقبرة الانجليز التي تضم رفات 421 جندياً بريطانياً وهندياً سقطوا في معركة (حصار الكوت) التي جرت وقائعها خلال الحرب العالمية الأولى.
جرت المعركة حينما حاصر الجنود العثمانيون مقر القوات البريطانية في الكوت عام 1915، إذ مرت سنوات طوال على الحادثة الشهيرة، لكن شواهد المقبرة بقيت أرشيفاً لماض ارتبط بتاريخ العراق.
ويقول حسين جابر وهو طالب من مدينة الكوت للمسرى: إن “مقبرة الانجليز تعتبر تاريخياً انتصارياً لأجدادنا في محافظة واسط، حيث تم الانتصار على الانجليز في معركة الكوت أو ما يسمى بـ (حصار الكوت).
وأضاف جبار، أن “العراقيين يومها كانوا مع القوات العثمانية ووقف الواسطيون مع القوات التركية ضد القوات البريطانية، على اعتبار أنها دخلت العراق بدافع ديني”.
من جانبه يقول الدكتور في قسم التاريخ بجامعة واسط علي خيلي للمسرى: إن “مقبرة الانجليز تعد من أهم المعالم الحضارية والتراثية في الكوت لما تحمله من دلالات حملت معها جزءاً مهماً وعريقاً من تاريخ واسط وطبيعة المرحلة السياسية والعسكرية التي عاشها العراق أثناء الحرب العالمية الأولى”.
وأوضح خيلي، أن “المقبرة تقع على مساحة ما يقارب ألفي متر مربع في منطقة الجديدة بمدينة الكوت وتضم قرابة 421 رفاتاً، غالبيتها من الجنود الهنود والانجليز، كون الهنود كانوا العنصر الأساس في الحملات العسكرية التي قادتها بريطانيا العظمى أثناء الحرب العالمية الأولى”.
وأكد خيلي، أن “المقبرة تعتبر جزءاً مهما من الآثار المهمة مثل سجن الكوت والمستشفى ودار تاوسنت التي كانت مقراً لقيادة القوات البريطانية، إلا أنه بفعل الزمن والإهمال الطويل التي تعرضت لها هذه المعالم، تم زوال غالبيتها ولم يبق منها سوى مقبرة الكوت التي تعرضت لأكثر من مرة من حالات إهمال، سواء من قبل السكان أو حتى من قبل السلطات المعنية”، مضيفاً، أن “مقبرة الانجليز تشكل جزءاً مهماً من تاريخ محافظة واسط”.