أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة الدكتورة دعاء التميمي ضرورة العمل المشترك بين الناشطين في اقليم كوردستان ووسط وجنوب العراق لمناهضة العنف ضد المرأة.
وقالت الدكتورة دعاء التميمي خلال مشاركتها في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إنه يجب بداية أن نعرف ما هو العنف؟، فالعنف إنتهاك لحقوق الإنسان قبل أن يكون لحق المرأة، وللعنف تأثيرات نفسية قد تؤدي إلى الإنتحار، والمرأة العراقية اليوم تعاني وقل ما نلاحظ حملات للدفاع عنها وتطالب بحقوقها.
وأضافت الدكتورة دعاء التميمي، ان هناك عدة أسباب تؤدي لممارسة العنف ضد المرأة منها الجهل، قلة الوعي، والحروب والصراعات التي تشهدها الدولة، مشيرة إلى أن المرأة قد تتعرض للعنف اللفظي والعنف الاقتصادي، مشددة على أن قلة الوعي تشمل الرجل والمرأة على حد سواء.
دعاء التميمي: نريد إمتداد حملة كوردستان لباقي العراق
وأشارت الدكتورة التميمي إلى أن هناك نساء ناجيات من الحرب ضد تنظيم داعش وقد تعرضن للإغتصاب والبيع والعنف اللفظي والسجن والكثير من العنف الذي أثر على نفسيتهن، ولابد من العمل على تأهيلهن ودمجهن في المجتمع من جديد.
ولفتت الدكتورة التميمي إلى أنه في جنوب العراق هناك عرف عشائري يؤدي إلى ممارسة العنف ضد المرأة وهو ما أدى إلى زيادة حالات تعرضها للأذى والانتحار، وهناك تزايد في عدد الشكاوى من العنف والطلاق في المجتمع، مشددة على الحاجة إلى تكثيف العمل للمطالبة بحقوق المرأة والعمل على توعية المرأة، للإرتقاء بالمجتمع العراقي، داعية الجهات المعنية والمنظمات المدنية إلى النظر بجدية لظاهرة العنف ضد المرأة والعمل على الحد منها.
دعاء التميمي: العرف العشائري يغلب القانون في مكافحة تعنيف المرأة
وعن القوانين في العراق وهل تنصف المرأة، شددت الدكتورة التميمي على أن هناك قوانين في البلد وهي تخدم المرأة العراقية لكن في الواقع هذه القوانين لا تطبق، ونحتاج إلى زيادة في عدد القوانين الصارمة ووضع عقوبات صارمة لمن يمارس العنف ضد المرأة، مؤكدة على ضرورة أن تقوم جميع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بتطبيق القوانين.
ولفتت الدكتورة التميمي إلى أن هناك تطبيق للقوانين في الكثير من الحالات لكن هناك أيضا إفلات من العقاب وهناك تداخل بين تنفيذ القوانين والعرف العشائري، والحكم العشائري هو السائد أكثر من القانون العراقي.
دعاء التميمي: لابد من تنفيذ عقوبات صارمة ضد من يعنف المرأة
وعن دور منظمات المجتمع المدني لمناهضة العنف ضد المرأة، قالت الدكتورة التميمي إن هناك حملات كثيرة لكن لا يوجد عمل واقعي وحلول جذرية، مشددة على أن الحلول الجذرية بحاجة إلى تكاتف بين الحكومة والمنظمات والمجتمع، لافتة إلى أن المرأة بحاجة إلى الأمن ودور رعاية لها وحمايتها من العنف.
وشددت الدكتورة التميمي على الحاجة إلى قوانين أخرى وتدخل مباشر من وزارة الداخلية الاتحادية، بحيث يتم وضع قوانين وعقوبات صارمة ضد من يمارس العنف ضد المرأة وبأي شكل كان، مؤكدة الحاجة إلى التوعية للحفاظ على حقوق المرأة العراقية التي لها تاريخ عريق في بناء المجتمع العراقي.
دعاء التميمي: حالات تعنيف المرأة العراقية في تزايد
وأكدت الدكتورة التميمي على الحاجة لتوعية الرجل والمرأة على حد سواء، وتوعية الرجل بشكل خاص بحقوق المرأة وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدور المرأة، مشددة على ضرورة معرفة الرجل المفاهيم الصحيحة بدور وحقوق المرأة، لافتة إلى الحاجة الى توعية المرأة لتعرف العنف الذي تتعرض له وكيفية مناهضته.
وأضافت الدكتورة التميمي أنه تم تسجيل نحو 8 آلاف حالة عنف ضد المرأة في جميع المحافظات العراقية خلال السنوات الأخيرة، لافتة إلى أن هناك حالات من السهل معالجتها، وهناك تعاون من الحكومات المحلية والمنظمات لكننا لا نزال بحاجة لحلول جذرية والى دور رعاية للمرأة تمكنها من المطالبة بحقوقها، ويجب العمل عليها من قبل جميع مؤسسات الدولة.
ولفتت الدكتورة التميمي إلى الحاجة لتضمين المناهج الدراسية أيضا مفاهيم مناهضة العنف ضد المرأة وتدريس حقوقها للأطفال، مشيرة إلى أن مناهج التعليم في العراق تفتقد للتوعية القانونية فيما يتعلق بحقوق المرأة والواجبات والحقوق التي عليها ولها، مشددة على الحاجة إلى تكثيف حملات المناهضة ضد المرأة ووضع خطط واستراتيجيات جديدة لمناهضة العنف وتكون درسا أساسيا في مناهج التعليم بمختلف المراحل الدراسية.
وعن ضرورة دعم الحكومة لحملات مناهضة العنف ضد المرأة في وسط وجنوب العراق إسوة بإقليم كوردستان حيث يساند نائب رئيس الحكومة قوباد طالباني حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف، قالت الدكتورة التميمي أن هناك دعم قليل من الحكومات للحملات المناهضة للعنف، وما يوجد هو مساندة شخصية من رجال الاعمال أو شخصيات مهتمة بالأمر.
وعن حملة مناهضة العنف ضد المرأة في إقليم كوردستان، شددت الدكتورة التميمي على أن الحملة جدا رائعة وقوية وعمل عليها الكثير من الناشطين ممن لهم وزن في الإقليم، وهي متعددة وتشمل جميع المؤسسات وتطالب الجميع بالمشاركة فيها، مشددة على أننا نطمح في جنوب العراق ان تكون للحملة إمتداد لدينا ونكون يدا بيد لمناهضة العنف ضد الانسان بشكل عام ومن ضمن ذلك العنف ضد المرأة.
وشددت الدكتورة التميمي على ضروة ألا تنقلب مناهضة العنف ضد المرأة إلى ممارسة العنف ضد الرجل، مشددة على أن للمرأة دورها وللرجل دوره ولا يجب أن يمارس أي منهما دور الآخر، ويجب علينا ممارسة العمل على توعية المرأة لتعرف حقوقها والواجبات التي تقع على عاتقها وتمارس دورها الحقيقي دون تمييز ضد الرجل.
وانتقدت الدكتورة التميمي ضعف العلاقة بين الناشطين في الدفاع عن حقوق المرأة في إقليم كوردستان وباقي المحافظات العراقية، مؤكدة على الحاجة للعمل المشترك دوما ومناشدة الحكومات بوضع القوانين الصارمة لمناهضة العنف ضد المرأة في الاقليم ووسط وجنوب العراق.
وعن الحلول للحد من ظاهرة العنف ضد المرأة وتمكينها، قالت الدكتورة التميمي أنه يجب توفير الأمن والأمان للمرأة لتعرف حقوقها، والحاجة إلى وضع القوانين وتطبيق العقوبات بشكل قوي لمن يعنف المرأة، وتوفير فرص عمل للمرأة، وتمكينها إقتصاديا من خلال حثها على التعلم والعمل.