المسرى .. خاص
بالتزامن مع التزايد الملحوظ في عدد المجمعات التجارية (المولات) الفخمة والتي تعج ببضائع الماركات العالمية والمضمونة إلا أن الكثير من المواطنين يرتادون إلى اسواق الملابس الشعبية أوماتسمى بالبالة أو اللنكة التي تشهد رواجا واسعا في الاونة الاخيرة خاصة في فصل الشتاء الامر الذي يعزوه أصحاب المحال والمواطنين إلى رخص اسعارها مقارنة مع الاسواق الاخرى.
ومع تراجع القدرة الشرائية لكثير من المواطنين بسبب غلاء أسعار الملابس الجديدة والسلع وارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار العراقي الذي انعكس سلبا على الاسواق المحلية وعلى حياة المواطن الاعتيادي يلجأ الكثير من المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود وبشكل منتظم دكاكين الملابس المستعملة بحثًا عن حاجتهم من ملابس ومستلزمات اخرى.
وقرر البنك المركزي العراقي في أواخر عام 2020 رفع سعر الدولار للبنوك وشركات الصرافة إلى 1460 دينارا، بدلا من 1182 دينارا للدولار الواحد، بهدف تعويض تراجع الإيرادات النفطية الناجم عن تدهور أسعار النفط، الامر الذي أثر سلبا على المواطن العادي وذوي الدخل المحدود بحسب المعنيين
لايقتصر على الملابس فقط
ولا تقتصر (اللنكات) على الملابس فقط ، فهناك بالات الأحذية التي يقبل عليها الناس بشكل مفرط أكثر من إقبالهم على الملابس، كما إن هناك أسواقا خاصة بالأجهزة الكهربائية المستعملة أيضًا والتي لها حصة دفعت الكثيرين للجوء إليها لأنها أكثر جودة بحسب من يستخدمها.
سوق سترعلى الالاف من الفقراء
حميد منصور صاحب محل لبيع الملابس المستعملة يقول في حديث خاص للمسرى “أن سوق البالة سوق كبير ويشهد اقبالا واسعا من قبل المواطنين وخاصة الطبقة الفقيرة والطلبة وفي فصل الشتاء على وجه الخصوص “، مضيفا في حديثه ” هذا السوق (البالة) ستر معاناة الاف الاسر الفقيرة وزيادة اعداد المقبلين على الشراء من تلك المحال يعود إلى رخص البضاعة مقارنة بالبضائع والملابس الجديدة”.
ويتفق المواطن حيدر عبدالاميرمع صاحب المحل حيدر على أن سوق البالة سوق ستر على الفقراء “،منوها في حديث خاص للمسرى ” أنه ملجأ الفقراء لتأمين احتياجاتهم وخاصة العمال”.
وعن مناشئ بضائع سوق البالة يقول ازاد علي، وهو صاحب محل لبيع الألبسة المستعملة في محافظة السليمانية أنهم يعتمدون على المستورد بنسبة كبيرة ومن مناشئ مختلفة، وتختلف أسعار الألبسة حسب الجودة والمنشأ، فضلاً عن دفع تكاليف الرسوم الجمركية، مشيرا في حديث خص به المسرى إلى أن “سوق البالة يشهد رواجاً أكثر لسعرها المناسب، ولأنها تدخل بسهولة إلى العراق ولا تخضع للرسوم الجمركية”.
لاتخلو من مخاطر صحية
يأتي هذا في وقت تقول الجهات المسؤولة والمتخصصة بالشأن الصحي أن (البالة المستوردة) لا تخضع لتدابير من شأنها توفير قدر من الاطمئنان على خلوها من المخاطر الصحية.
الفقر هو السبب الرئيسي لانتشار البالة
بحسب مراقبين أن الفقر هو السبب الرئيسي لانتشار أسواق البالة في البلاد ، ووصل الفقر إلى نحو 25% من السكان، فيما تُقدر أعداد الفقراء في البلاد بنحو 11 مليونا من بين 42 مليونا هم عدد سكان العراق.
وتفيد البيانات الرسمية بأن قرابة 3 ملايين عراقي يتلقون منحا مالية شهرية من الحكومة. وهم من أصل 9 ملايين يستحقون المساعدة ولا تستطيع الحكومة تقديمها لجميعهم بسبب ضعف المخصصات وعدم إقرار الموازنة العامة “.
وتوقعت وزارة التخطيط العراقية، في وقت سابق ارتفاع نسبة الفقر في البلاد ، فيما اعتبرت أن إقرار قانون الأمن الغذائي والتنمية سيعالج هذه المشكلة من خلال التخصيصات المالية.
من جانبه قال المتحدث باسم الوزارة، عبد الزهرة الهنداوي، في تصريحات صحفية، إن ” ربع الشعب العراقي يعيش تحت مستوى خط الفقر وإن “عدد الفقراء في عموم العراق ربما يزيد عن 10 ملايين نسمة، بنحو نسبة 25% التي تمثل ربع عدد السكان تقريبا، واضاف أن “الوزارة ستبدأ قريباً بتسجيل مسح جديد للفقر بالعراق، والوقوف على مؤشراته في ظل الظروف الحالية، سواء كانت المتعلقة بكورونا أو نتاج ظروف الغذاء العالمية”.
فيما يؤكد خبراء في الاقتصاد ان نسبة الفقر في العراق لعام 2022 بلغت 25.6٪ وهي النسبة الاعلى منذ نحو 20 عاماً باستثناء فترة تفشي فيروس كورونا الاستثنائية.