أكد المحلل السياسي حسن العامري ضرورة تحرر رئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني من الضغوطات السياسية وتنفيذ برنامجه لتجنب إندلاع التظاهرات مجددا.
وقال العامري خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إنه من المبكر جدا الحكم على عمل الحكومة الاتحادية الجديدة حاليا، ويتوجب علينا الاطلاع على كل ما قامت وتقوم به، مشددا على أنه يجب على أي حكومة جديدة الإصرار على العمل، وإختيار الأدوات المناسبة لإستخدام من أجل تقديم الخدمات للمواطنين.
حسن العامري: الندية بين الاحزاب تعيق عمل الحكومة
وأضاف العامري أن الإصرار والجدية متوفران لدى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للعمل وتنفيذ المنهاج الوزاري لحكومته، مشيرا إلى أن الادوات التي وضعها السوداني لتنفيذ منهاجه ليست بتلك الكفاءة التي تمكنه من تطبيق برنامجه بشكل عام، لافتا إلى أن المعادلة الصفرية التي تنطلق منها أي حكومة عراقية خاطئة، فكل رئيس وزراء جديد يحاول ان يبدأ من الصفر ويقيل الكثير من الشخصيات العاملة معه.
وشدد العامري على أنه يتوجب على السوداني حين إقالة الشخصيات العاملة معه أن يأتي ببدلاء حسب الكفاءة لا أن تأتي بهم الأحزاب السياسية، فالشخصيات الحزبية ليست بالضرورة أن تكون كفوءة وعلى دراية كاملة بالعمل فقد تكون هذه الشخصيات مفروضة من الأحزاب، مؤكدا ضرورة أن يستفيد السوداني من الشخصيات الأكاديمية لشغل المناصب لتقديم ما يريد تقديمه.
حسن العامري: هناك غطاء سياسي كامل للفساد
وأشار العامري إلى أن فرض الاحزاب لشخصيات لتولي المناصب يعيق عمل السوداني وحكومته، لافتة إلى أن هناك ندية بين الاحزاب السياسية وهذه الندية تحاول أن تعيق عمل أي حكومة ولا يهمها تقديم الخدمات بشكل كامل، مشددا على أنه يفترض على السوداني استخدام الأدوات الحقيقية للعمل وتقديم ما ينتظره منه المواطن، مؤكدا أن فرض الأحزاب للشخصيات يجعل عمل الحكومة يخضع للمزاج السياسي.
وعن مصداقية الحكومة في مكافحة الفساد بعد سرقة القرن، قال العامري إن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت أكدت في تصريحات لها أن الفساد في العراق تعدى مرحلة الأشخاص ووصل للمؤسسات وهناك غطاء سياسي كامل للفساد، وهو ما يجعلنا نتوقع أن تكون هناك سرقات أخرى وسرقة القرن لن تكون الأخيرة.
وأضاف العامري أن المكونات الحزبية هي من تغطي على السرقات بشكل عام، والمتهم بسرقة القرن لم يطلق سراحه رغبة بإعادة الأموال، لكن هناك ضغط حزبي باتجاه السوداني لاطلاق سراحه، والذي بدوره كان قد هدد بكشف أسماء كبار في حال لم يطلق سراحه وهو ما يفسر عملية إطلاق سراحه، مشددا على أن الفساد لدينا ليس فساد أشخاص إنما فساد منظومة حزبية متكاملة، حسب تعبيره.
حسن العامري: سرقة القرن لن تكون السرقة الأخيرة
ولفت العامري إلى أن الفساد بات ثقافة وهي تأتي من رغبة الأحزاب بالسيطرة على الأموال العراقية، ومنذ 2003 تنامت منظومة الفساد بشكل كبير ولم يتم تقديم أي مشاريع أو خدمات طيلة العشرين عاما المنصرمة، مشيرا إلى أن الدولة غير جادة في تقديم الخدمات وهو ما يجعل الأموال تتسرب هنا وهناك.
وإنتقد العامري ما أسماها بالإزدواجية في مواقف القوى السياسية حيال ملف الفساد، موضحا أن حكومة السوداني حظيت بدعم جميع القوى السياسية وهي تعلن دعمها للسوداني في العلن ولكن في الخفاء هناك من يضغط عليه من أجل المناصب واتخاذ مواقف معينة، مشددا على أن هناك ضغط على السوداني، وإن إستمر رئيس الوزراء بهذه الطريقة فلن ينجح وستنتهي حكومته، لكن إن عاد إلى جديته وإتجه إلى فرض نفسه كرئيس حكومة صاحب قرار فإنه سينجح.
واشار العامري إلى أن الشعب العراقي ينتظر إنفراجة حقيقية من قبل الحكومة الحالية لكن في الحقيقة ليس هناك أي بادرة لإنفراج حقيقي، مشددا على أنه لا أمل لدى المواطن العراقي وقد تندلع التظاهرات مجددا خاصة وان هناك تظاهرات في الناصرية، وفي حال انطلقت التظاهرات في بغداد فإن النتائج لن يحمد عقباها وقد تنتهي الحكومة وتصبح العملية السياسية على المحك وتنتهي إن لم يتم تقديم شيئ للشعب العراقي.
ودعا العامري، رئيس الوزراء السوداني إلى إستغلال الدعم السياسي الخارجي، ورفع المرجعية الدينية يدها عن القوى السياسية، واستغلال دعم زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر من خلال صمته لحد الآن، مشددا على أنه يجب على السوداني تقديم الخدمات وتعيين الشباب، ومتابعة العمل لاتمامه واستعادة ثقة الشعب به وبحكومته، لافتا إلى أنه لم ينفذ الكثير من وعوده جراء تعرضه للضغوطات السياسية، مؤكدا أن السوداني لايزال حبيس الضغوطات السياسية وحبيس الاطار التنسيقي الذي رشحه للمنصب، مشددا على أنه يجب على السوداني التحرر من ذلك والعمل لتلبية مطالب المواطنين.
وأعرب العامري عن أمله في أن يتجه السوداني بالاتجاه الصحيح ويختار الأدوات الصحيحة القادرة على تنفيذ برنامجه، مشددا على أنه يجب على السوداني عدم الإصغاء للأحزاب السياسية وعدم إقالة الشخصيات الكفوءة من المناصب.