خاص .. المسرى
تعتبر محافظة صلاح من المدن العراقية المعروفة بالمواقع الأثرية والدينية المهمة في البلاد، ولكن مع هذا يعاني العديد من تلك المواقع الإهمال الواضح، حيث تنتظر الشواهد الأثرية من يلتفت إليها وينفض عنها غبار السنين، ويعيد إليها جمالها ورونقها وتاريخها العريق.
حق ضائع
وفي هذا السياق قال أحمد تمار أحد مواطني محافظة صلاح الدين لـ( المسرى) إنه “لو كانت هذه المواقع الأثرية ملوية سامراء على سبيل، في دولة غير العراق تهتم بالتراث والحضارة والتاريخ، لأعطتها حقها وأكثر، واهتمت بها وسلطت الأضواء والإعلام عليها، وحولتها إلى معلم سياحي يأتي إليها الناس من كل حدب وصوب، ولكن للأسف حضارة العراق كـ(قصر العاشق والمعشوق وسور شناس) وغيرها من الأماكن الآثارية تشكو الإهمال وعدم الإلتفات إليها من الجهات المعنية الحكومية، للأسف “.
الاندثار والانقراض
كما وتحدث مواطن آخر من محافظة صلاح الدين ويدعى وليد الخزعلي لـ( المسرى) عن إهمال المواقع الآثارية في العراق قائلا إن “الآثار في بلادنا بشكل عام ومحافظة صلاح الدين تحديداً قاربت على الاندثار والانقراض، بسبب حالة الإهمال واللامبالاة الحكومية للإهتمام بهذا الجانب، إضافة إلى عوامل المناخ والزمن وما أحدثها من تصدعات على تلك المواقع الآثارية، كلها أسباب وعوامل أثرت سببت ضياع تلك الشواخص الشواهد المهمة”، مبينا أن “تلك الشواخص من الآثار تمثل هوية العراق، كونه معروف بحضارته وعمقه التاريخي وجذوره التي تعود إلى الحضارات القديمة”، مستائلا في الوقت ذاته، لماذ هذا الإهمال الحكومي إزاء مواقعنا وهويتنا الأثرية؟، داعيا الحكومة إلى الالتفات إليها وتحويلها إلى منتجعات سياحية وأماكن للترفيه.
واجهة سياحية
أما المواطن حيد محمد فأشار لـ( المسرى) إلى أن “أكثر من 12 معلما حضاريا وتأريخيا موجود في المحافظة، وهي واجهة أثرية وسياحية لصلاح الدين، ولكن للأسف كلها تعاني الإهمال على مدار سنوات من قبل الحكومات المتعاقبة “، لافتا إلى أن “الكثير من دول العالم تعتمد في اقتصادها على السياحة والآثار، ولكن للأسف هذا الشيء لا نراه في صلاح الدين والعراق، على العكس تماما هذه المواقع الآثارية نراها ممتلئة بالنفايات والركام”، داعيا الجهات المعنية في الحكومة وتحديدا وزارة الثقافة إلى إيلاء الاهتمام بهذا القطاع الحيوي والاستراتيجي المهم، الذي إن تمت العناية به وأصبح من الأولويات، فبدون شك سيدر على البلاد بمردود اقتصادي جيد وفي نفس الوقت يشغل الآلاف من أيد العاملة”.
مواقع مهددة
وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو في تشرين الثاني 2022، قائمة تضم 52 دولة فيها مجموعة من مواقع التراث العالمي، ذات القيمة الاستثنائية للبشرية جمعاء، إلا أن هذه المواقع معرضة لمخاطر وتهديدات، لعدة أسباب متنوعة من بينها الطبيعة، محذرة في رسالة لها أن هذه المواقع الأثرية قد لا تراها الأجيال المقبلة بسبب ما تتعرض له من مخاطر، ومنها “قلعة شرقاط والحضر ومدينة سامراء الأثرية” في العراق.