المسرى .. متابعات
بأبواب ومقاعد مصنوعة من الخشب وبعنوان “خليجنا واحد” إنطلق الباص الخشبي التراثي ، حاملا أعلام دول الخليج كأكبر وأضخم برنامج ترويجي وثقافي يبرز قدرة العراق عامة والبصرة خاصة في إستضافة بطولة كأس الخليج”، في خطوة وصفها القائمون عليها بأنها (رسالة للعالم العربي) إن العراق جميل ورمز للحب والسلام والأمان والتوحيد” .
قصة الباص وتاريخه
الباص الخشبي هذا ليس مجرد باص فهو رمز لحضارة البصرة وتراثها وهو رمز للتماسك، دخل المدينة في نهاية خمسينيات القرن الماضي.
وبقي فيها الى يومنا هذا يجوب عباب شوارع وأزقة المدينة خاصة في شوارع قضاء أبي الخصيب حيث أنه وسيلة النقل الأولى لا بل المميزة هناك كان في بادئ الأمر سيارة لنقل الأحمال الا أن تطور المدينة يومذاك وحاجة الناس الى وسيلة نقل بواسطة نجاري البصرة المبدعين الى سيارة لنقل الركاب حيث صنع الجسد والابواب والمقاعد من الخشب لذالك سمي بباص الخشب الزبير وأبو الخصيب والتنومة هي المناطق الأولى التي عمل فيها هذا الباص حيث كان يستخدم لنقل الأشخاص في الداخل بينما يستثمر سطحه والدكة الخلفية لنقل المحاصيل الزراعية التي كانت تنقل بواسطته الى سوق .
فكرة الباص
فكرة الباص جاءت دعمًا لبطولة كأس الخليج العربي 25 وتم الإعداد لها منذ أكثر من سنتين من قبل المخرج السينمائي البصري عصام جعفر، ويقود الباص السائق جاسم الأسمر، وهو ليس السائق فقط، بل هو آخر صُنّاع هذا الباص الخشبي في البلاد ، في مهنة توارثها من والده الذي كان يعمل في صنع الحافلات الخشبية.
وكانت البصرة محط إنطلاق الباص مرورا ببغداد ثم باقي المحافظات، وشهدت الزيارة حفاوة إستقبال وتوقفات عديدة، بضمنها التقاط الصور التذكارية مع أقدم مركبة تمثل إرث البصرة، وتضم قصص التعايش والسلام والمحبة.
ترحيب كبير .. جمهورغفير
وعبّر أهالي مختلف المحافظات التي مر بها الباص عبر /قناة المسرى/ واكبت الحدث عن فرحتهم ودعمهم لهذه الخطوة وتقديم كافة التسهيلات لإنجاح خليجي 25، فمن الفلوجة تحدث جمعة أحمد قائمقام المحافظة /للمسرى/ قائلا ” عن طريق هذا الباص نستطيع أن نوصل رسالة لاشقائنا العرب بأننا بلد واحد موحدين، فرحين بوجودهم بين أهلهم في العراق، أضاف “أنهم سيقدمون كل مابوسعهم وكافة التسهيلات لأنجاح هذا العرس الخليجي”.
من جانبه قال عماد المشهداني مدير الشباب والرياضة في محافظة الأنبار في حديث خص به المسرى ” إن هذا الباص الذي يعتبر أيقونة البصرة ويبلغ من العمر 70 عاما يحمل على أكتافه ثمانية أعلام لدول الخليج المشاركة في خليجي 25 وتجواله في المحافظات العراقية ماهي إلا رسالة عظمة وهي أن البصرة والمحافظات العراقية الأخرى إجتمعت لانجاح هذا الحدث الرياضي الكبير “.
بعد أكثر من 40 عام ..العراق يستضيف خليجي 25
وكان اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم أعلن في نوفمبر 2019 عن إستضافة مدينة البصرة ، وذلك بعد عدم ترشيح أي دولة خليجية لملفها في مواجهة العراق، ليفوز ملف البصرة بحقوق الإستضافة رسمياً وبإجماع الأعضاء.
وانتظر العراق أكثر من أربعين عاماً ليستضيف البطولة للمرة الثانية في تاريخه،وستقام البطولة بين 6 و19 يناير/كانون الثاني المقبل في البصرة.
وتعدّ إستضافة العراق والبصرة بالتحديد لبطولة الخليج بمثابة إرسال رسائل كثيرة من قبل الجماهير الرياضية برفع الغبن عن ملاعب البلاد التي إبتعدت عنها المباريات الدولية والبطولات بسبب المبررات الأمنية التي أجهضت الآمال في مناسبات سابقة
وإستضاف العراق “خليجي 5” أول مرة عام 1979 في العاصمة بغداد على ملعب “الشعب الدولي وتوّج بلقب النسخة الخامسة، ويُشارك في كأس خليجي 25 ثمانية منتخبات هي السعودية، العراق، اليمن، عمان، البحرين، الكويت، قطر والإمارات .
أثار جدلا محليا وعربيا
تسبب تمويل بطولة “خليجي 25” الرياضية التي من المقرر إقامتها بمحافظة البصرة في صراع بين الإدارة المحلية ومجلس الوزراء، إذ أعلنت الأولى إضافة إلى نواب المحافظة إعتراضهم ورفضهم قرار الأخير الذي تضمن تحويل المخصصات المالية الخاصة بخطة مشاريع المحافظة إلى بطولة “خليجي 25 ” المقرر إقامتها في يناير (كانون الثاني) 2023، مطالبين بتمويل البطولة من الموازنة العامة للدولة وليس على حساب إستحقاق أهالي البصرة.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام قبل أيام ، أخبارا تفيد بأن منتخب الكويت لن يحضر خليجي 25 . الأمر الذي فنّده الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وقال الاتحاد في بيان ، إن “منتخب الكويت الوطني لكرة القدم سيكون أول المنتخبات الواصلة للبصرة للمشاركة في البطولة .
ونفى رئيس الاتحاد الكويتي عبد الله الشاهين، “الأخبار تلك ” حول إقامة بعثة المنتخب الكويتي بمدينة “الكويت”، وقال، “سنصل قبل الجميع للبصرة وسنلعب وديا مع المنتخب العراقي وجمهورنا سيملأ شوارع البصرة وفنادقها و سنحل ضيوفا في منازل البصريين طول مدة البطولة”.
وتعثرت إستضافة العراق لكأس الخليج أكثر من مرة بسبب المشاكل الأمنية من جهة وتحضيرات وإستعدادات العراق من جهة ثانية. ففي عام 2014، نُقلت بطولة خليجي 22 الى السعودية بقرار من رؤساء الاتحادات الخليجية بعدما كانت مقررة في العراق.
إطلاق حملة “في ضيافة بصراوي”
وفي خطوة تعكس كرم وضيافة الشعب العراقي الأصيل والبصري خصوصا، بادر العشرات من شباب البصرة بتهيئة 2000 دار سكني لإستضافة الجماهير الرياضية إستعدادًا للبطولة، فيما أعلنوا عن تكفلهم بجميع متطلبات الضيافة من سكن وطعام ونقل بشكل مجاني.
في الأثناء قال عضو اللجنة التنسيقية لمبادرة ( في ضيافة بصراوي ) ، وحيد العمري ، خلال تصريح خص به /المسرى/ ، إن” الأعداد المتوقع قدومها للمحافظة كبيرة جدًا، وهي لا تتناسب مع حجم الفنادق الموجودة، بين أن” الشعب البصري شعب مضياف وله صولات في الكرم وهي عادة من عادات أهالي المدينة”.
العمري تابع حديثه ، أن” المبادرة تعكس صور الأهالي ومدى تلاحم الشعب العراقي من شماله الى جنوبه في وحدة التكافل والتعايش السلمي الذي يتميز به البلد، مشيرا الى ، أن” المبادرة تشمل إقامة الضيوف وإطعامهم وتنقلاتهم حتى انتهاء ( الخليجي 25) على نفقتهم الخاصة دون تبرع من اي جهة حكومية وسياسية”.
الغاء سمة الدخول
قررت السلطات، أن يكون منح سمة الدخول لمتابعة بطولة خليجي 25 بشكل مجاني ومباشر.
وقال مدير الإعلام والعلاقات في وزارة الداخلية اللواء سعد معن في بيان، “تنفيذاً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وبمتابعة من قبل وزير الداخلية، تقرر بأن تكون سمة الدخول إلى العراق لمتابعة بطولة خليجي 25 بشكل مجاني ومباشر”
وتتواصل جهود دعم الفعاليات والأنشطة الرياضية الخاصة بخليجي 25.
ويرى رياضيون ومراقبون أنّ نجاح البطولة بحاجة الى تضافر الجهود من أجل الخروج بنسخة تليق بسمعة العراق كروياً.
عرس خليجي ينتظره الشارع الرياضي بحماسة وشغف بعد تأجيل دام لسنوات ليظفر العراق بتنظيم البطولة للمرة الثانية في تاريخه .