المسرى .. متابعات
تطارد التشوهات الخلقية أهالي منطقة التويثة جنوب شرقي العاصمة بغداد، فصاحب الحظ من يسلم هو وعائلته من مرض السرطان.
يقول ، أحد أهالي المنطقة محمد شكيب ، إن “المفاعل النووي تسبب بحالات سرطانية كثيرة، والكثير من الحالات الولادية خرجت مشوهة الى الحياة، ومصحوبة بحالات شلل”.
وأضاف شكيب، لوسائل إعلام محلية ،أن “هناك تجاهلاً وعجزاً حكومياً تجاه هذه المنطقة”، مبينا أن “العوائل المتواجدة في منطقة التويثة مجبرة على السكن فيها بسبب سوء الحالة المادية وغياب البدائل”.
بدوره، يقول مواطن أخر من سكنة منطقة جسر ديالى القريبة على المفاعل النووي، إنّ “المفاعل تسبب بإصابة ابنه بمرض السرطان في الدماغ، وحالته في تدهور مستمر”.
وأضاف أحمد جابر، أنّ “المناطق القريبة من المفاعل تعاني من انتشار مرعب لمرض السرطان جراء المخلفات التي انتشرت من بقايا المفاعل النووي”.
وأشار جابر الى، أنّ “أهالي منطقة التويثة ناشدوا الحكومة والجهات المعنية، لكن دون جدوى”، لافتا إلى “عجزه عن دفع التكاليف الخاصة بالأدوية التي لا تتوفر بالمستشفيات الحكومية”.
من جهتها، كشفت النائبة زهرة البجاري في تصريح سابق ، عن تحرك نيابي لإضافة فقرة معالجة الملوثات البيئية الى موازنة عام 2023، وذلك بعد انتشار “مخيف” للأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية في العراق.
تسجيل أكثر من 700 حالة شهريا بالأمراض السرطانية في البصرة
وبحسب مختصين، فإن قصف المفاعل النووي في ثمانينيات القرن الماضي أسفر عن نشر انبعاثات نووية محدودة، إلا أنّ المواطنين عقب العام 2003 استخدموا المعدات والأدوات كالخزانات وغيرها، التي تحتوي على مواد نووية نشطة أدت إلى نشر مرض السرطان بين سكان تلك المنطقة.
وفي مطلع العام الجاري، كشفت منظمة الصحة العالمية، عن ارتفاع أعداد المصابين بمرض السرطان في العراق، مؤكدة أنّ “هناك 35 ألف مصاب بالسرطان و57% منهم نساء”.
ووفق تقارير صادرة عن وزارتَي الصحة والبيئة طالعها المسرى ، فإنّ المعدل السنوي للإصابة بأمراض السرطان في العراق يبلغ 2500 حالة إصابة كل عام، لكن هذه الأرقام لا تسجل فعليًا في المستشفيات وأن هناك المئات غيرها لم تكشف إلى الآن.
التويثة النووي..
مرض السرطان يسجل نسبة مخيفة في الأنبار
في الطرف الجنوبي الشرقي من بغداد يقع المقر الرئيسي للنشاطات النووية والاشعاعية العراقية والمعروف بـ”التويثة”، حيث بدأ البرنامج النووي العراقي قبل 60 عاما تحديداً، بتفاهم مع الاتحاد السوفيتي، وموافقة فرنسا بعدها على بناء محطة نووية لتضم مفاعلي تموز1 وتموز2.
ظهيرة السابع من حزيران 1981، شنت ثمانِ مقاتلات حربية اسرائيلية من طراز (F16-F15)، بعد اجتيازها الحدود السعودية نحو العراق، هجوماً بستة عشر صاروخاً (جو-ارض) استهدف منشأة التويثة للأبحاث النووية، وليتم تدمير مفاعل تموز، وتتحول المنشأة إلى انقاض، في عملية عُرفت باسمِ “أوبرا”.
ويبلغ عدد منتسبي المديريات الرئيسية العاملة في مجال الاشعاع النووي والتابعة لوزارة العلوم والتكنلوجيا (1227) موظفا وعاملا، يتوزعون على 7 مديريات رئيسة.
وقدر عدد المعرضين للإشعاع بنسب عالية بشكل مباشر، من العاملين في معالجة النفايات المشعة ومشاريع تفكيك مفاعل تموز والرادوكيميا، بما يقارب الـ(300) عامل وموظف، بينما يتعرض اكثر من (400) موظف من الاداريين في موقع التويثة إلى الاشعاع لكن بنسب أقل.
لكن الخطر لا يهدد حياة هؤلاء فقط، بل حياة عشرات آلاف الأشخاص ممن يعيشون في مناطق قريبة من مواقع التلوث، بحسب المصدر.
مجلس النواب يكشف..
وسط ارتفاع اعداد المصابين .. دهوك ترعى حملات التوعية بالامراض السرطانية
في السادس والعشرين من آذار 2019 أصدرت لجنة الصحة و البيئة في مجلس النواب بيانا أقرّت خلاله بوجود تخبط بعمل مديريات الطاقة الذرية التابعة لوزارة العلوم والتكنلوجيا المدمجة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كاشفة عن إصابة أحد موظفي الطاقة الذرية (باسم جاسم حطاب) بـ “اشعاعات خطرة وطفح جلدي وتشوهات جلدية وانخفاض في كريات الدم البيضاء”.
فيما عزت اللجنة، بحسب البيان، الإصابة الى ارغامه (حطاب) على العمل قرب مفاعل تموز النووي في موقع التويثة, أثناء تفكيكه عام 2018 رغم طلبه الاعفاء.