المسرى_متابعات
بالرغم من موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدن البلاد إلا أن العديد من المراقبين يرون أن البلاد مقبلة على وضع مائي صعب، متوقعين أن الموسم الشتوي الحالي لن يشهد امطارا قوية مثل التي حصلت مؤخؤا تعزز الخزين الستراتيجي، محذرين من الإقبال على صيف جاف للغاية بلا إجراءات تخفف من حدة الجفاف، داعين إلى تشكيل وفد تفاوضي تخصصي للحوار مع تركيا وإيران يتمتع بصلاحيات واسعة ويضع في حساباته ملفات أخرى إلى جانب التباحث بشأن المياه.
وتحدثت تقارير دولية عن هجرة أكثر من 10 آلاف عائلة عراقية مناطقها الأصلية وهي تعيش بأوضاع صعبة في الوقت الحالي.
وقال المتخصص بالشأن المائي عادل المختار، إن “العراق خلال الخطة الحالية سوف يزرع 6 ملايين و500 ألف دونم حنطة بحسب السياقات الرسمية، ومن الممكن أن يزرع المتجاوزون مليون و500 ألف دونم من الحنطة”.
وأضاف المختار، أن “العراق وفق هذه المحصلة سوف يزرع ما مساحته 8 ملايين دونم أو ما يزيد على ذلك بـ 500 ألف دونم”.
وأشار، إلى أن “وزارة الموارد المائية كانت تقول إن الخزين انخفض عن العام الماضي بنحو 60% لكنها رغم ذلك زادت في الخطة الزراعية”.
موسمٌ صيفي مقلق
ويرى المختار، أن “الموسم الصيفي المقبل سوف يكون خطرا للغاية، وفي وقت بدأنا نلمس شحة في الامطار، تعمل الحكومة على توسيع الخطة الزراعية، وهو أمر يثير الاستغراب”.
ولفت، إلى أن “كميات الأمطار التي هطلت مؤخراً بحسب التصريحات الرسمية كانت 600 مليون متر مكعب، تم خزن ربعها وهي 150 مليون متر مكعب، أما المتبقي فقد ذهب إلى الأهوار والمحافظات الجنوبية وسقي المزروعات”.
ويجد، أن “العراق إذا لم يشهد أمطاراً قوية نهاية الشهر الحالي أسوة بالتي هطلت في عام 2019، فأن وضع الصيف سيكون صعباً”.
أعلنت إدارة سد حمرين عن حجم واردات مياه الأمطار القادمة إلى السد خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقال مدير سد حمرين، ثعبان جاري في حديث للوكالة الرسمية إن “واردات مياه الأمطار إلى سد حمرين خلال 24 ساعة، بلغت 6 ملايين متر مكعب، قادمة من المناطق القريبة مثل السعدية، وإمام ويس، ومناطق أخرى مجاورة للسد”.
وأكدت وزارة الموارد المائية أن، موجة الأمطار الثانية والسيول المتوقع وصولها من إيران ستخدمنا بحالتين , مشيرا إلى أن، العراق حصل على مليون ونصف متر مكعب.
تعليق الموارد المائية
وقال المتحدث باسم الوزارة علي راضي في تصريح صحفي إن “موجة الأمطار الثانية التي تشهدها مناطق الوسط والجنوب خدمتنا في حالتين الأولى تلبية متطلبات الموسم الزراعي الشتوي في مناطق الوسط والجنوب فضلا على توجية قسم منها إلى مناطق الأهوار التي عانت من شح كبير للمياه، أما الجانب الثاني جعل الضغط على المياه التقليدية اخف مما اعطانا مناورة للحفاظ على الحزين المائي”.
كشف مسؤول حكومي عدم وصول أي موجات سيول لتغذية خزين ثاني اكبر سدود محافظة ديالى.
وقال مدير ناحية العظيم عبد الجبار العبيدي إن “غزارة الامطار في ناحية العظيم وريفها خلال الساعات الماضية لم تؤد الى اي زيادة في خزين سد العظيم لانها بعيدة عن حوض التغذية الذي يمد السد بالمياه”.
حلول جديدة من الحكومة
من جانبه، أفاد المتخصص الآخر بالشأن المائي جاسم الأسدي، أن “وضع المياه في العراق خلال الوقت الحاضر خطير للغاية، بداية من عام 2021”.
وأضاف الأسدي، أن “البلاد سبق أن تعرضت إلى جفاف في أعوام 2009 و2015 و2018، والامر مستمر على هذا المنوال”.
وأشار، إلى أن “الحكومات المتعاقبة لم تفعل شيئاً بشأن المياه، التي كانت في السابق بنحو متوسط وتكفي للحاجة في الزراعة ومساحات الأهوار”.
ودعا، إلى “وضع قضايا أخرى في سلة واحدة مع المياه، مثل الملفات السياسية والطاقة والأمن الغذائي”، مبيناً ان “التجارة مع الجارتين تفوق الـ 20 مليار دولار سنوياً، وهذه ورقة ضغط مهمة للغاية يمكن الاستفادة منها”.
وكانت وزارة الموارد المائية قد أكدت في وقت سابق، أن مقدار ما متوفر يبلغ حوالي 12% من السعة الخزنية الإجمالية، وهناك توجه لإنشاء سدود لحصاد المياه وهي مهمة جداً وتستفيد من كافة المياه الموجودة في المنخفضات والوديان والامطار وتجميعها في مناطق معينة من أجل إرواء المناطق المحيطة بها وتعزيز المياه الجوفية.