الكاتب .. عزالدين المانع
امام حجم الضوابط والشروط المجحفة التي يفرضها صندوق البنك الدولي بشكل علني وسافر لقاء الحصول على قروضه المهينة يعلن المختصون رفضهم لهذا الاصرار الغريب من قبل المعنيين بالشؤون المالية في البلاد على الاقتراض , برغم عدم الحاجة الملحة لهذه القروض .!
ويؤكد المختصون بشؤون الاقتصاد والاستثمار ، ان القروض الخارجية بدأت تثقل كاهل العراق ، وتشدد الخناق عليه لان فوائدها واجبة التسديد في مواعيدها وهي ثقيلة ومرهقة .!
ومن اسوأ ضوابطه وقف التعينيات وفرض المزيد من الضرائب ، وشمول رواتب الموظفين والمتقاعدين بالاستقطاعات الضريبية ، وتخفيض حجم الرعاية الاجتماعية الى ادنى مستوياتها ، وها هو يتربص ليكتم انفاس ( السلة الغذائية ) بعد ان اجهض مفردات الحصة التموينية التي كانت تصل الى عموم المواطنين في مواعيدها المحددة ، وبمفردات مضاعفة ونوعيات افضل .!
ولاندري ما علاقة هذا البنك ـ الدولي ـ بالخدمات الصحية والتعليمية والزراعية والصناعية والسياحية التي يشترط وقف دعم الدولة لها وعدم تقديمها الا من خلال ـ الخصخصة او الاستثمار ـ !
وهذا ما تم تنفيذه بالفعل ، وسرعان ما استنفرت جحافل المستثمرين وبدأت تستحوذ على معظم رياض الاطفال والمدارس بكل مراحلها والجامعات وتبتز الاهالي باجورها الباهظة ، وتحرم الفقراء وذوي الدخل المحدود من مجانية التعليم والعلاج والرعاية !
نتمنى على المعنيين في الدولة ان لا يسقطوا البلاد في بؤرة هذا البنك وينقذوا العراق من ـ ظلمات شروطه وضوابطه ـ حتى لا يبقى البلد اسيرا في حبائله ودهاليزه الى امد مجهول…