أكد الباحث في الشأن السياسي محمد الحكيم، ضرورة أن تغلب القوى السياسية المصالح الوطنية على مصالحها الخاصة، محذرا من إنطلاق تظاهرات كبيرة في حال إستمرار الأوضاع على ما هي عليه.
محمد الحكيم: حكومة السوداني هي الاسعاف الأخير للنظام السياسي
وقال الحكيم خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن العراق أرض خصبة لتصفية الحسابات وخاصة الاقليمية والدولية، وإرتفاع سعر الدولار مؤامرة أمريكية جديدة لإسقاط رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مثلما إستخدمت التكتك لإسقاط حكومة عادل عبدالمهدي، مشددا على أن واشنطن تستخدم الدولار وقوت الشعب كورقة ضغط على العراق.
وأضاف الحكيم ان إرتفاع سعر الدولار لهذا المستوى وبصرف النظر عن الأسباب هو إنتكاسة حقيقية في أداء الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن الدولار لن يبقى ثابتا عند 1600 دينار مقابل الدولار، بل سيصل خلال الايام المقبلة إلى ما بين 1700 إلى 1800 دينار للدولار الواحد، لافتا إلى أن غالبية إيرادات الدولة العراقية هو من النفط الذي يباع بالدولار وتذهب أمواله إلى البنك الفيدرالي الأمريكي وهو يحوله إلى العراق، وبهذه الطريقة تمتلك الولايات المتحدة ورقة ضغط قوية على الحكومة العراقية.
محمد الحكيم: إستبعاد التيار الصدري عن المشهد السياسي مستحيل
وعن السبب في إيداع إيرادات النفط العراقي في الفيدرالي الأمريكي وعدم إيداعه في العراق، قال الحكيم أن السبب الرئيس في دمار العراق هو الطبقة السياسية الفاسدة، حسب تعبيره، من 2003 ولحد الآن، موضحا أن هناك قوى سياسية تتبع جهات دولية وأخرى تتبع جهات إقليمية، واصفا ذلك بالطامة الكبرى التي وقع فيها العراق، مشددا على ضرورة إتباع سياسة التوازن في العراق بعيدا عن سياسة المحاور في المنطقة والعالم.
وأوضح الحكيم أن السوداني إصطدم بصخرة الأحزاب السياسية ومصالحها، وإن واجهها فستكون المواجهة قوية، مشددا على أن نجاح السوداني يحتاج إلى معجزة إلهية، معربا عن إعتقاده بأن مصير السوداني قد لا يختلف كثيرا عن مصير رئيس الوزراء الاسبق عادل عبدالمهدي، لافتا إلى أن الكتل السياسية ستقف مع السوداني بقدر ما يقدم لها من تنازلات وإغراءات.
وأشار الحكيم إلى أن السوداني وبمجرد تشكيله لحكومته أعلن إلتزامها بعدد من السياسية التي كانت تنتهجها الحكومة السابقة، وهي من المسائل الأساسية التي هي موضع جدل خلال السنتين السابقتين، مثل التزامه بحماية التواجد العسكري الأمريكي، وإلتزامه بسعر صرف الدولار مقابل الدينار، وإلتزامه بتقديم كبش فداء في مواجهة الفساد بحيث ترك رؤوس الفساد الكبيرة، لافتا إلى أن الفساد في العراق محمي من بعض السياسيين الكبار.
ويرى الحكيم أن حكومة السوداني هي الاسعاف الأخير للنظام السياسي في البلاد، ونجاحها يحتاج إلى معجزة إلهية، لافتا إلى أن المعطيات تشير إلى أن هذه الحكومة هي آخر حكومة في النظام السياسي ما بعد 2003، فالسيادة مفقودة والمستشفيات والمدارس والخدمات دون المستوى، مشددا على أن الطبقة السياسية لم تكن ناجحة، معربا عن إعتقاده بأن سفينة العملية السياسية العراقية في الوقت الحاضر لازالت غارقة في الخلافات السياسية التي هي الآن أخطر مما كانت عليه قبل تشكيل الحكومة، مشددا على أنه لا يمكن إستمرار الحكومة بعيدا عن التيار الصدري، وإستبعاد التيار الصدر لم ولن يحصل.
محمد الحكيم: عودة الخلافات السياسية يعيد تنظيم داعش للواجهة
وأوضح الحكيم أن إبعاد التيار الصدري عن المشهد السياسي مستحيل، مبينا أن إنسحاب التيار الصدري من مجلس النواب والمشهد السياسي كان سيناريو معد له مسبقا، لافتا إلى أن السيد الصدر انتظر مئة يوم ليرى ما تقوم به الحكومة ومن ثم يتصرف، متوقعا انطلاق تظاهرات في الايام المقبلة تجمع أنصار التيار الصدري، وجماهير تشرين والطبقة الشعبية الغاضبة منذ 2003.
وعن إحتمال أن يكون هناك تقارب بين الولايات المتحدة والتيار الصدري لإسقاط حكومة السوداني، قال الحكيم أنه من المستبعد أن يتحالف السيد الصدر مع الامريكيين، لافتا إلى أن السوداني سيزور واشنطن خلال الايام المقبلة يبحث فيها ملف ارتفاع الدولار، والتواجد الامريكي، ولعب دور محوري لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران.
وحذر الحكيم من أن الايام المقبلة ستكون حبلى بالمفاجات لأن المصالح الداخلية والاقليمية والدولية ستصطدم مع بعضها البعض، خاصة وأن السوداني مكبل ومقيد ومسير وليس مخيرا، حسب تعبيره، لافتا إلى أن أي عودة للخلافات إلى ما كانت عليه قبل تشكيل الحكومة سيمهد الطريق لعودة تنظيم داعش، مشددا على أنه يجب على السياسية التفكير في الأمر بجدية وتبتعد عن خلافاتها وتقدم المصالح الوطنية والشعبية على مصالحها الخاصة.