المسرى .. فؤاد عبد الله
نظم العشرات من النازحين والمهجرين المقيمين في مدينة اربيل، وقفة احتجاجية ضد قرار وزارة التربية الاتحادية، بتقليص الكوادر التربوية إلى النصف في إقليم كوردستان.
وطالب المحتجون الوزارة بالعدول عن القرار، معتبرينه تهجيرا جديدا لهم بعد استقرارهم في محافظات الإقليم.
معاناة المهجرين
وانتقدت إحدى المواطنات النازحات في محافظة أربيل عبر( المسرى) قرار وزارة التربية الأخير قائلة “متى يحس الوزير بمعاناة مواطنيه من الطلبة والمدرسين والمعلمين، نحن المهجرين نعيش حالة من الضيم والمعاناة منذ عام 2014 حين قام داعش الإرهابي بتهجيرنا من محافظاتنا”، مبينة أن “دورهم السكنية في محافظاتهم الأصلية مدمرة بالكامل ومستوية مع الأرض، لا نعرف إلى أين نعود؟ ولم نستلم أي تعويض لإعادة بناء دورنا المهدمة، ولم يمدوا لنا يد العون، في حين أنهم (أي المسؤولين) أولادهم يدرسون ويعيشون في أرقى المدارس بأوروبا”.
دعوات للاستمرار
داعية أقرانها من المدرسين والمواطنين إلى الاستمرار بمطالبة عدم إلغاء ممثليات التربية في إقليم كوردستان، وبخلافه أن الميزانيات التي تخصص لممثليات التربية في الإقليم ستدخل جيوبهم ولا تعود للخزينة العامة للدولة “. حسب تعبيرها
بنايات مستأجرة
وبدوره قال أحد المواطنين من أولياء أمور الطلبة لـ( المسرى) إننا “متضررون هنا في الإقليم إلى أبعد حد يتصوره الإنسان، وبالتالي إذا أغلقت هذه الممثليات إلى أين نرسل أولادنا؟ إلى أي مدرسة وأي مكان؟ “، مشيرا إلى أن “وزارة التربية تقول إن هذه البنايات المدرسية مستأجرة وليس لدينا ميزانيات كافية لسداد آجارها، إذا قمتم بغلقها، إلى أين نرسل أطفالنا ونحن في نصف السنة الدراسية، لذلك نقولها صراحة إنه قرار وزاري خاطىء جدا “.
قرار خاطىء
وعلقت مواطنة أخرى وإحدى مدرسات مدارس النازحين والمهجرين في أربيل على قرار وزارة التربية بإغلاق ممثليات التربية وتقليص الكوادر التربوية إلى النصف في إقليم كوردستان قائلة “لا تجد في أي دولة من دول العالم قرار مصيري كهذا يصدر والطلاب على أعتاب البدء بامتحانات نصف السنة الدراسية، بصراحة نحن كمدرسين وأولياء أمور، كيف يصح أن ننقل طالبا في الصف السادس الأعدادي من مدرسة ومكان إلى مدرسة ومكان آخر بعد نصف السنة الدراسية؟ وكيف ندبر حالنا في هذا الوقت والزمن الحرج لنا ولأبنائنا الطلبة ؟ ” داعية وزارة التربية والمعنيين بهذا الملف بإعطاء المجال للطلبة والمدرسين وأولياء الأمور لما بعد نهاية السنة الدراسية لهذا العام”.
تأدية الواجبات
وأوضحت أنهم “كموظفين حكوميين يؤدون واجباتهم ومسؤولياتهم الوظيفية بأكمل وجه ودون أي إهمال أوتقصير، فلماذا هذا القرار الوزاري المجحف؟، وفي نفس الوقت أغلب النازحين والمهجرين المتواجدين في كوردستان اشتروا دورا في الإقليم واستقروا هنا، وإذا أجبروا على العودة إلى أين نرجع؟ لا بيت يؤينا ولا إمكانية نستطيع من خلالها إعادة بناء منازلنا من جديد، وحتى إذا عدنا إلى محافظاتنا الأصلية، من يضمن أن مدارسنا الأصلية ستستقبلنا ويكون لديها شواغر في الملاكات الوظيفية”.
ومن جانبها قالت إحدى أولياء أمور الطلبة لـ( المسرى) إنهم “لا يستطيعون أن يستوعبوا أنه كيف لوزارة التربية أن تصدر هكذا قرار، وبحق هو قرار صادم لنا “، لافتة إلى أنه “لديها طالبان في المرحلة الإعدادية وهما مستقران هنا ولا يعانيان من أي مشكلة”، متسائلة إذا عدت لمحافظتي الأصلية، لا اعرف أين أسكن؟ وإلى أين أنقل أولادي؟، داعية وزير التربية إلى مراجعة قراره وأخذ مصير الطلبة وحال العائلات بالحسبان، والنظر بعقلانية إلى الواقع “.
عودة الطلبة
وزارة التربية بينت في وقت سابق أنه بعد عودة الأمن والاستقرار إلى المحافظات التي شهدت منها نزوحاً بعد عام 2014 إلى الإقليم، عاد الكثير من طلبتها إلى مناطق سكناهم الأصلية وأن الوزارة بحاجة إلى ترتيب أوراقها فيما يخص أعداد الطلبة والمدارس وكذلك الملاكات التدريسية، بشكل يتناسب طردياً مع المتطلبات والاحتياجات .