المسرى .. متابعات
في توصيف ما أرتكبه عناصر تنظيم داعش في سنجار ضد الأيزيديين من أهوال بالإبادة الجماعية، لكن من خلال بعض البنود التي أقرها البرلمان الألماني، فإنه يعد قرارا متقدما وأكثر شمولا كونه دخل في التفاصيل لجهة معالجة آثار تلك الإبادة وتعويض المتضررين ومحاكمة المتورطين الدواعش.
وقال عضو مجلس النواب السابق حسين نرمو، في تصريح تابعه المسرى اليوم السبت، وهو من المكون الأيزيدي، ربما “ستتحرك برلين نحو العمل على تطبيق تلك الفقرات، كتلك الخاصة بحث الحكومة العراقية على الإهتمام بالمسألة الأيزيدية أكثر، وتشجيع الدول المعنية والفاعلة على عقد إجتماع موسع أو مؤتمر للدول المانحة لإعادة إعمار سنجار وباقي المناطق الأيزيدية المتضررة إلى الآن في سهل نينوى”.
البوندستاغ
تأسس البوندستاغ بموجب المادة الثالثة من القانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية (الدستور) في العام 1949 كواحد من الجهات التشريعية في ألمانيا .
القرار الألماني من قبل( البوندستاغ )جيد ولاقى استحسانا واسعا في الأوساط الأيزيدية ليس فقط في العراق، ويشكل دفعة نحو تعميم إعتماد هذا التوصيف على صعيد مختلف برلمانات أوروبا والعالم، وسيسهم ولا ريب في توسيع دائرة الإهتمام بهذه القضية والإعتراف بما حل بمئات آلاف البشر كإبادة جماعية كاملة الأركان .
الأيزيديون
قتل التنظيم الإرهابي إثر اجتياحه لمناطقهم في صيف العام 2014، الآلاف من أبناء المكون الأيزيدي إلى جانب إستعباد جنسي لسبعة آلاف امرأة وفتاة وطفلة منهم، وتشريد مئات الآلاف من الأيزيديين الذين يبلغ تعدادهم أكثر 550 ألف نسمة من موطن أجدادهم شمالي البلاد.
وجاء تحرك مجلس النواب الألماني، بعد أن أصدرت محكمة ألمانية حكما في عام 2021 بالسجن مدى الحياة لمسلح سابق إنخرط في صفوف تنظيم داعش، لإدانته بالتورط في إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق الأيزيديين في العراق وسوريا، بما في ذلك مقتل طفلة في الخامسة من عمرها.
ومن المتوقع أن يعطي قرار “البوندستاغ “المزيد من زخم الملاحقة القضائية للجناة من تنظيم داعش في ألمانيا.
في الأثناء ، رحب العراق بالقرار الألماني، حيث دعا رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، المجتمع الدولي إلى بذل الجهود للكشف عن مصير المختطفين.
وقال في تغريدة “نُرحب بإقرار البرلمان الألماني بعدّ ما حصل لأبناء شعبنا من الأيزيديين على يد داعش الإرهابي إبادة جماعية ضد الإنسانية. “
ودعا رئيس الجمهورية المجتمع الدولي إلى ضمان معاقبة مرتكبيها وبذل الجهود للكشف عن مصير باقي المختطفين وعدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً وتأمين عودة النازحين إلى مناطقهم ومنازلهم”.
من جانبه رحب بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني بالقرار، واصفا إياه بالخطوة المهمة باتجاه تعويض الأيزديين.
وقال في بيان تلقى المسرى نسخة منه ،إن “هذا القرار خطوة مهمة بإتجاه توحيد الجهود الدولية لتعويض الأيزديين وإعادة الحقوق اليهم، آملا أن يكون هذا القرار الألماني الجريء حافزا هاما لإتخاذ الدول الأخرى الخطوة نفسها”.
وأكد أن “الاتحاد الوطني الكوردستاني سيكون، كعهده دوما، عونا وسندا لحماية الأيزديين وتراثهم الأصيل، ويعمل جاهدا للعثور على الأعزاء المفقودين منهم، والذين لايعرف مصيرهم حتى الآن”.
بدوره أشاد المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني باعتراف البرلمان الألماني بمنجز الأيزديين على أنها جريمة ضد الإنسانية، وقال إن “القرار يعطي زخما أكبر لتوحيد الجهود الدولية الساعية لتعويض الأيزديين وإعادة الحقوق لهم”، معتبرا أن القرار ” يمسي حافزا ودعما أكبر لنا للبحث عن الأخوات والإخوة الذين لازال مصيرهم مجهولا، والسعي لإعادة إعمار المناطق التي لاتزال مدمرة، كي نعيد لها القاطنين في المجمعات تحت الخيم”.
من جهته إعتبر قوباد طالباني نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان ،أن ، قرار” البرلمان الألماني دعم قوي لمعاقبة مرتكبي جريمة الإبادة الجماعية بحق الأيزديين”.
وأكد أن “تلك الخطوة تمثل دعما قويا لمعاقبة متهمي المذبحة وحماية الإيزديين في المستقبل، كما أنها حافز قوي لتطبيع الأوضاع في سنجار وعودة النازحين إلى مناطقهم بسرعة أكثر”.
إلى ذلك رحبت ريواز فائق رئيس برلمان إقليم كوردستان بالقرار الألماني واصفة إياه بالموقف التاريخي.
وقالت في بيان إن “برلمان الإقليم يثمن باسم شعب كوردستان وسائر مكوناته الدينية والقومية، موقف البرلمان الألماني التاريخي، ونثني على المواقف الودية لمجمل الكتل، كما نشكر الحكومة والشعب الألمانيين الذين كانا داعمين وساندين لنا في الحرب ضد داعش وحماية الإقليم من الهجمات والاعتداءات الوحشية”.
كما إعتبرت كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني إعتراف البرلمان الألماني بإبادة الأيزديين بأنه يحض الدول الأخرى لإتخاذ قرارات مماثلة.
وأشارت في بيان إلى أن القرار” سيكون له تأثيرا كبيرا يحض الدول الأخرى على إتخاذ قراراتٍ مماثلة من شأنها أن تدفع بقضية الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأيزيديون نحو الأمام على الصعيد الدولي”، مبينا أنه “يساعد في خلق إجماع دولي وأُممي من أجل إنهاء معاناة الكورد الأيزيديين ويُحشد نحو مواجهة أولئك الذين يتسببون بحدوث أو اقتراف الإبادات الجماعية ونشر التطرف والإرهاب”.
بدورها رحبت كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في برلمان الإقليم بحفاوة بالموقف الألماني، داعية الحكومة العراقية إلى تعويض الضحايا والعمل على إعادة إعمار مناطق الأيزديين.
ولفتت في بيان إلى أننا “نرحب بالقرار التاريخي الذي إتخذه برلمان ألمانيا، ونرجو من الدول الأخرى إتخاذ خطوات ممثالة”، مشددة على أن من واجب الحكومة المركزية إتخاذ خطوات ضرورية ولازمة لتعويض الضحايا، والعمل بجدية لإعادة إعمار المنطقة ومحو آثار المجزرة التي تعرض لها أخوتنا وإخوتنا الأيزديين”.
وتعد ألمانيا حيث تعيش جالية أيزيدية هي الأكبر في العالم، من قلائل الدول التي إتخذت مسارا قضائيا في شأن ممارسات تنظيم “داعش” في حق أبناء هذا المكون.
وندد القضاء في ذلك البلد الأوروبي في تشرين الثاني الماضي، متطرفا من داعش بتهمة إرتكاب “مجازر إبادة” في حق الأقلية الأيزيدية في سابقة عالمية رحبت بها الفائزة بجائزة نوبل للسلام الأيزيدية نادية مراد التي إعتبرتها “إعترافا بالفظائع التي إرتكبها “داعش”.
وسبق لبلجيكا وأوستراليا أن إعترفتا بحصول “إبادة”، وفق ما أفاد برلماني ألماني. وكذلك فعلت هولندا، بحسب جمعية مدافعة عن حقوق الأيزيديين.