خاص .. المسرى
تشهد الأسواق ارتفاعاً قياسياً في مستويات أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية عمّا كانت عليه قبل أشهر، الأمر الذي نتج عنه انخفاض كبير في القوة الشرائية.
وشكا مواطنون من أن موجة الغلاء الجديدة أثرت سلباً في أوضاعهم المعيشية، وباتت أسواق بيع الجُملة شبه خالية من المشترين، ما يراه تجار واقتصاديون مرتبطاً بارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق الموازية (السوداء).
موجة غلاء تربك حياة المواطنين
وارتفعت أسعار صرف الدولار في السوق إلى أكثر من 160 ألف دينار مقابل كلّ 100 دولار، في وقت يبيع فيه البنك المركزي الدولار الواحد بـ1460 ديناراً، ورغم أن حكومة السوداني سارعت لمحاولة احتواء الأزمة، بإصدار مجموعة من القرارات الحكومية، منها فتح نافذة جديدة لبيع العملة الأجنبية لصغار التجّار عبر المصرف العراقي للتجارة، وتمويل البنك المركزي للمصرف العراقي للتجارة بمبلغ إضافي قدره 500 مليون دولار أميركي لغرض فتح الاعتمادات المستندية لصغار التجار، عوضا عن إطلاق استيراد السلع والبضائع للشركات المسجلة لدى دائرة تسجيل الشركات في وزارة التجارة الاتحادية، إلا أن تذبذب سعر الدولار مقابل الدينار العراقي بين ارتقاع وانخفاض نسبي مازال قائماً ويثير قلق المواطنين ..
إجراءات حكومية لاحتواء الأزمة
بات كثير من المواطنين عاجزين عن تلبية متطلبات عائلاتهم بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في الأسواق المحلية. وأكد عدد منهم تفاقم معاناتهم خلال الفترات الماضية، محمّلين الحكومة مسؤولية الغلاء المتواصل، فضلاً عن ارتفاع أسعار اللحوم والألبان والزيت والسكر، عوضاً عن ارتفاع أسعار الذهب والمعادن.
وفيما يرى الكثير من المواطنين أنّ الحكومة تتجاهل مراقبة الأسعار ومحاسبة المضاربين وإحالتهم على القضاء، ولا تتجول لجان تفتيش في الأسواق من أجل الحد من تلاعب التجار في الأسعار. فإن تزايد السخط لدى الشارع العراقي بسبب عدم إيفاء حكومة محمد شياع السوداني بما وعدت به من خلال برنامجها الحكومي وإعادة التوازن في سوق المالية ينبئ بخروج مظاهرات كبيرة للمطالبة بإيجاد حلول حقيقية لإعادة التوازن للسوق العراقية ..
مراقبة الأسعار
وتبقى إشكالية ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي أزمة تربك الحياة الطبيعية للمواطن وتستمر حالة التذمر التي قد تنبئ بعواقب غير متوقعة ..