المسرى .. خاص
تمكنت هند حاتم الجميلي من سكنة محافظة الأنبار مدينة الفلوجة من تحدي جميع الصعوبات لتحقق حلمها كخبيرة معالجة في الطب الشمولي، كسرت بإصرارها وعزيمتها كل المعتقدات والموروثات القبلية التي كانت و لاتزال تمارس على معظم النساء لحد يومنا هذا.
كانت حكرا على الرجال فقط
لم تكن المعوقات التي كانت تواجهها هند سهلة ، فأقرب الناس اليها كان عقبة أمام حلمها، مثلما تقول للمسرى، وذلك” لأن مهنتها كانت حكرا على الرجال فقط، لكن بأصرارها واستمرارها تمكنت من اثبات نفسها وتركت بصمة وشهرة واسعة ليس في منطقتها فحسب ،بل في جميع المحافظات”.
لم تتلقى دعما
هند تشرح قصة نجاحها للمسرى ” أعمل الآن خبيرة معالجة في الطب الشمولي، خبيرة بقسم الأعشاب والحجامة والعلق الطبي والأبرالصينية وخبيرة تغذية “، مضيفة ” أعمل في منذ أكثر من 10 سنوات، واكتسبت مهنتي من مصر”.
جدية عملها
بسبب مصداقيتها ونتائج علاجاتها الواعدة والجيدة، لاقت هند شهرة واسعة بين الناس ، يأتون لها من جميع المحافظات لتلقي العلاج، وتمكنت من علاج الكثير من الأمراض المستعصية كالغرغرينة، والصلع الوراثي و القولون وإنزلاق الفقرات والبهاق وضعف النظر وغيرها من الأمراض”. مشيرة في حديثها للمسرى الى “أنها لم تتلقى أي دعم من أي جهة حكومية سوى عائلتها”.
هند واحدة من الكثير من النساء اللاتي إتجهن في الآونة الأخيرة الى الإعتماد على أنفسهن وفتح مشروعهن الخاص بهدف كسب لقمة العيش لهن ولعائلاتهن، في ظل الظروف المعيشية الصعبة والأزمات الاقتصادية في البلاد ، خصوصا في الآونة الأخير، فضلا عن قلة فرص التوظيف وأزدياد معدلات الطلاق.
العادات والتقاليد
في تشرين الأول/أكتوبر 2022 ، نشرت منظمة الهجرة الدولية تقريرا، كشفت فيه عن ان “العديد من العراقيات يواجهن في فتح عملهنّ الخاص مغامرة شاقة، لأسباب تتنوّع بين العادات والتقاليد، والعشائرية وتلك التي تحصر المرأة في دورها المنزلي والتربوي، وصولاً إلى “ضعف الوصول إلى رأس المال والمعرفة المحدودة التي غالباً ما تتمتع بها النساء حول ممارسة الأعمال التجارية”.
وبحسب منظمات نسوية، فأن انخفاض نسبة النساء االعاملات في القطاع الخاص يعزى إلى الثقافة الاجتماعية ومنظومتها القيمية المحافظة التي تحد من حرية المرأة بشكل عام، بينما يؤثر عامل انخفاض نسبة النساء المتعلمات على تراجع دور المرأة، حيث بلغت نسبة الإناث اللواتي يرتدن المدارس أقل من 50 بالمئة منهن، في حين لا تتجاوز سوى 40 بالمئة من هذا العدد في المرحلة الإبتدائية.
ارتفاع حالات الطلاق
ويعد ارتفاع معدل الطلاق أحد أهم الأسباب التي دفعت المرأة للعمل، حيث سجل عام 2022 نحو 70 ألف حالة طلاق في المحاكم، بمعدل وسطي يبلغ قرابة 200 حالة يوميا، ولا تشمل تلك الإحصائيات حالات الطلاق المسجلة في محاكم إقليم كوردستان، بحسب مجلس القضاء الأعلى، مما يعني أن الرقم أكبر بكثير عند إحتساب كافة الحالات في العراق ككل.
ويرى مراقبون أن لإرتفاع معدلات الطلاق تبعات كارثية على الاستقرار المجتمعي، وعلى مستقبل آلاف الأسر التي تتعرض للتفكك يوما بعد يوم.
قلة فرص التوظيف والعمل
وتعاني أكثر النساء وخاصة من حملة الشهادات قلة فرص العمل سواء في القطاع العام أو الخاص واضطرار بعضهن إلى تقبل أعمال بعيدة عن التخصصات أو بمرتبات ضئيلة من أجل توفير متطلبات المعيشة.
وكان رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد ، قد أكد في وقت سابق أن “هناك صعوبة في استيعاب أعداد الخريجين وتوفير فرص العمل لهم، مشيرا إلى أن الحكومة وضمن برنامجها الوزاري تشجع القطاع الخاص لتوظيف الخريجين الجدد.”
وعلى الرغم من أن نسبة النساء في البلاد تقارب 49 بالمئة من إجمالي السكان، إلا أن فرصهن في سوق العمل لازالت ضئيلة، إذ لا تتجاوز نسبة النساء العاملات حدود 15 بالمئة من حوالي العشرين مليون امرأة، بينما تقع 85 بالمئة منهن ضحايا عوامل موضوعية تحجم دورهن في المجتمع عمومًا وسوق العمل تحديدًا.بحسب وزارة التخطيط.