بشير علي ـ المسرى
ينتقل البدو بين الحين والاخر بين البوادي باحثين عن طعامهم وطعام اغنامهم غير مكترثين لما قد يحصل لهم وبعضهم لقى حتفه بسبب انفجار الالغام المنتشرة في الصحراء الحدودية بين العراق والكويت ـ السعودية منذ حرب عام 1990، لكن مستقرهم الاساسي يكمن في المنطقة الواقعة قرب الحدود السعودية العراقية، وينتقلون في الصيف الى المراعي في شمال العراق هربًا من لهيب الشمس في الصحراء.
لا يختلط هؤلاء البدو بالناس ويعيشون حياة عزلة تامة عن المجتمع وعن التكنلوجيا منذ اجيال فهم لا يمتلكون اجهزة موبايل ولا يعرفون شيئا عن التلفاز وبرامجه، وهم لا يمتلكون الجنسية العراقية ويعتاشون حسب اصول البداوة القديمة التي قد لا نراها إلا في القصص الدارمية، فضلا عن انهم لا يدينون باي دين ويخشى الكثيرون من الصيادين والاهالي الاقتراب منهم لكن بعضهم اعتاد على ملاقاتهم في رحلات الصيد الفصلية ومنهم الصياد عباس الحجيمي.
يقول الحجيمي، للمسرى، إن” هؤلاء البدو ينتقلون من منطقة الى اخرى في الصحراء بالقرب من الحدود العراقية – السعودية، ويتحدثون لغة غريبة لا يفهمها احد فضلا عن ملابسهم التي تعود للبداءة وهي من صنع ايديهم، وهم في الغالب يرتدون الزي البدوي الذي يختلط بطراز الانسان القديم ويعيشون حياة البساطة التي يعيشها البدو في الصحراء ويحيكون ملابسهم بانفسهم ويخيطونها بعد صباغتها ولا يزورون الاسواق العامة من اجل تبضع الملابس والطعام”.
اما النساء فيستخدمن اكسسوارات خاصة مصنوعة من الالمنيوم تصدر اصواتا خاصة اثناء السير فيما ينتشر وشم خاص على وجوههن وايديهن وسيقانهن ترسمه سيدات مسنات يستخدمن فيه رماد الحطب وابر الخياطة فتتلون الاجساد برسوم خاصة ناتجة عن اختلاط االدم الناتج عن الوخز بالابرة بالرماد الناتج عن الحطب لينتج احدى درجات اللون الازرق الغامق.
حاولنا خلال إعداد التقرير التواصل مع احدهم لكنهم لا يتحدثون مع احد ولا يفقهون شيئًا عن عالم الصحافة والحياة التقنية، فتمكنا من جمع هذه المعلومات وما خفي في طريقة عيش حياتهم الخاصة ربما اعظم.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، هناك عشرات الآلاف من البدون الذين يعيشون حالياً في العراق أصولهم تعود إلى العراق قبل أن يستقر أجدادهم في الكويت المجاورة، وهم لايحملون الجنسية العراقية.
والبدو بشكل عام هم سكان البادية الرعاة الرحل الذين يسكنون الخيام وبيوت الشعر ويعيشون على رعي الإبل والماشية ويتنقلون من مكان لآخر طلباً للماء والكلأ. في قاموس لسان العرب: البدو هم ضد الحضر، والبادية خلاف الحاضرة سواءً من العرب أو سواهم؛ بكل الأحوال فالاستعمال الحالي لمصطلح بدو، يشير إلى مجتمع البادية الممتد من غرب إيران إلى شمال إفريقيا مرورا ببادية الشرق الأوسط في العراق والشام من البدو الرّحل.
يعيش البدو على الرعي بشكل أساسي، ولذلك هم من الرعاة الرحل. وتجارة المواشي والمؤن ويربي البدو في بادية الشام والعراق وشمال شبه الجزيرة العربية الجمال وبعض الأغنام. والبدو منتشرون في أنحاء متفرقة من دول الخليج والصحراء السورية وغرب العراق وغرب إيران وشرق الاناضول وسيناء والنقب والأردن وفلسطين وفي الصحراء الشرقية والصحراء الغربية من شمال أفريقيا. والحياة في البادية تتيح للبدو ممارسة نمط حياتهم التقليدي بعيداً عن مؤثرات التمدن.