المسرى .. متابعات
اعداد : محمد البغدادي
يسهم نهر ديالى بمنح الأراضي المحيطة به الخصوبة اللازمة لتكون صالحة للزراعة، حيث تكثر فيها زراعة النخيل، والعديد من أنواع الخضار والفواكه وخاصة الحمضيات مثل: البرتقال، والليمون، واليوسفي، كما تعد هذه المناطق أيضاً بيئة مناسبة للرعي وتربية المواشي.
ويعد نهر ديالى هو خامس روافد نهر دجلة، يتكون من التقاء نهري سيروان وتانجرو في بحيرة دربندخان في محافظة السليمانية . ويمر النهر عبر إيران والعراق ويبلغ طوله الإجمالي 445 كم، وينبع النهر من جبال زاكروس ويصب في نهر دجلة جنوبي العاصمة بغداد.
ويرتبط نهر ديالى بنهر دجلة في جنوب محافظة بغداد، وكذلك يصب به نهر الوند قرب مدينة جلولاء في محافظة ديالى. ويحتوي النهر على بحيرتين من أجمل بحيرات البلاد وهي بحيرة دربندخان في محافظة السليمانية وبحيرة حمرين التي تقع في محافظة ديالى ضمن تلال حمرين.
وفي بحيرة حمرين ينقسم النهر إلى عدة أقسام منها نهر مهروت (نهر المقدادية أو شهربان حسب تسمية أهلها) ونهر بلدروز ونهر الخالص ونهر ديالى، ويروي النهر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية حيث يعتبر المورد الأساس لأهل ديالى الذين يشتهرون بصلاحية أراضيهم للزراعة وخاصة الحمضيات ومنها الرمان وخاصة في مدينة شهربان، وبحيرة حمرين حاليا كغيرها من العديد من البحيرات في البلاد مهددة بالجفاف وذلك لقلة الوارد المائي الآتي من خارج العراق، فأحد روافد النهر الذي ينبع من إيران تقام عليهِ حاليا مشاريع زراعية وعمليات تحويل للمياه ولهذا فقدت البحيرة نسبة كبيرة من المياه.
مؤخرا كشفت حكومة ديالى المحلية، اليوم السبت، عن موافقة وزارة الموارد المائية على استراتيجية شاملة لدعم تطبين انهر المحافظة.
وقال خضر العبيدي مستشار محافظ ديالى في حديث صحفي تابعه المسرى ، إن ” اجتماعا موسعا عقد بين محافظ ديالى ووزير الموارد المائية حول ملفات مهمة تتعلق بالوضع المائي العام في المحافظة وسبل مواجهة تداعيات الجفاف في اكثر من 50% من مناطق ديالى”.
واضاف، أن” وزارة الموارد المائية وافقت على دعم استراتيجية تبطين الأنهر في ديالى وتخصيص أموال ضمن موازنة 2023 من أجل المضي بها خاصة وأن هذه الخاصية سوف تسهم في تقليل حجم الهدر في المياه وتؤمن ايصال كميات اكبر للمناطق الزراعية ومحطات الاسالة ، مشيرا الى أن” أكثر من 10 أنهار مهمة تحتاج الى تطبين في محاور متعددة خاصة خريسان في الجزء الجنوبي من بعقوبة من أجل خفض هدر المياه”.
وتعاني ديالى من تداعيات الجفاف منذ أشهر عدة رغم هطول أمطار غزيرة الإ إنها لم تحدث فارقا كبيرا في خزينها الاستراتيجي للمياه خاصة في بحيرة حمرين.
وأكد رؤوف المكدمي عضو منظمة العراق المعنية بالبيئة ، في نوفمبر 20 ، 2022، أن “خريسان أحدى أهم الأنهر في ديالى وخاصة في بعقوبة وهو يغذي نحو نصف مليون مواطن بشكل مباشر من خلال تأمين المياه الخام لمحطات الإسالة.
وتابع ، أن ” مستوى التلوث في النهر مثير للقلق خاصة مع استمرار التجاوزات من خلال رمي النفايات بشكل مباشر على نحو يدق ناقوس الخطر بشكل يستدعي تدخل حكومي باشكال متعددة منها فرض عقوبات وغرامات والسعي لتطبيق القوانين الرادعة لإيقاف ظاهرة قد تقود ديالى الى كارثة بيئية وصحية في ان واحد”.
وفي المخاطر ذاتها ، كشف أحمد الشمري عضو الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى عن احتواء 90% من سرطان الأنهر في محافظة ديالى.
وقال الشمري في تصريح تابعه / المسرى / ، في أكتوبر 16, 2022، إن ” زهرة النيل شبيهة بسرطان ينمو في الأنهر والجداول المائية في مناطق عدة من ديالى خاصة محيط بعقوبة، مضيفا ، أن ” لها اثار بيئية سلبية متعددة، موضحا ، أن ” زهرة النيل برزت قبل 30 سنة بشكل لافت وبدأت تتكاثر في السنوات الاخيرة”.
وفي مارس 29, 2022 ، قال حقي الجبوري رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى السابق ، إن ” الآبار الإرتوازية تشكل مصدرا مهما للمياه في 27 قرية زراعية محررة ضمن قاطع شمال قضاء المقدادية(40كم شمال شرق بعقوبة) انخفضت مياهه بنسبة 50% دون سابق انذار”.
وأردف كذلك في حديث صحفي تابعه المسرى أن ” هذه الظاهرة لم ترصد من قبل لكنها مؤشر على تفاقم أزمة الجفاف الحادة”.
بين ، أن ” القرى تقع في مقدمة أنهر مهمة وجفاف الآبار بها تعني بان القادم أسوأ، مستدركا ، ان البعض أضطر الى زيادة عمق الآبار في المنازل من اجل تفادي شح المياه مع قرب حلول موسم الصيف”.