المسرى ..متابعات
اعداد.. بزورك محمد
منذ استلامه مهام رئاسة الحكومة العراقية، يقود رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حراكا دبلوماسيا مكثفا و يجري زيارات مكوكية، الى دول عديدة في المنطقة كالجمهورية الإسلامية في إيران والكويت والسعودية، والى القارة الأوروبية بأقوى دولتين فيها؛ المانيا على الصعيد الاقتصادي، وفرنسا على الصعيد العسكري، وهي زيارات تعكس رغبة العراق في توطيد علاقاته الخارجية بكل استقلالية بما يخدم مصالحه.
العراق يتميز بموقع استراتيجي يعطيه الكثير من الامتيازات، فهو يعد مركزا للتجارة والاقتصاد والطاقة، وبالإمكان ربطه ضمن كل مشاريع النقل المرتبطة به وبالمنطقة خاصةً على صعيد النفط.
الحكومة العراقية بقيادة محمد شياع السوداني التي تعرف بأنها حكومة الفرصة الأخيرة وهي وليدة لحظات استثنائية وعصيبة في تاريخ العراق، فلذلك يرى مراقبون أن على رئيس الحكومة تحقيق التوازن في الداخل وتحقيق المصالح العليا للعراق في الخارج.
السوداني يهتم خلال زياراته لجميع الدول، بملفات كثيرة يأتي في مقدمتها الأمني والاقتصادي، بما يتماشى مع التحديات التي يواجهها البلد.
مصادر حكومية تشير إلى أن زيارات رئيس الحكومة العراقية إنما تهدف لحث الدول العربية كالسعودية وغيرها من دول الخليج ، على التعامل بصورة ايجابية مع واقع العراق الجديد، وفتح أفاق التعاون في مختلف الصعد.
مراقبون يرون أن العلاقات الخارجية لرئيس الوزراء، الذي يمثّل سلطة القرار العليا، سواء كانت إقليمية او دولية هي بغاية الأهمية، لأنها ستعود بالآثار على البلد بأسره وليس فقط على الفريق السياسي الذي جاء به.
أظهر خيار دبلوماسية العلاقات الذي تنتهجه حكومة الرئيس السوداني، بأنها تعتمد معيار التوازن بين الشرق والغرب، وبين إيران والدول العربية، بشكل لا يجعل العراق طرفا في أي اشتباك، بل طرفا في جهود للتواصل، بحيث أن السوداني يرى بأن العراق هو عنصر يتكامل مع دول المنطقة، وبالتالي فإن استقرار تلك البلدان يأتي من استقرار البلد، وعليه فإن العلاقات معهم تحكمها المصالح المتبادلة.
كما أن زيارة السوداني الاخيرة الى فرنسا أدّت الى عقد اتفاقية استراتيجية، ستشكل حتماً اختبارا لمدى قدرة فرنسا على أداء أدوار خارج المصلحة الأمريكية بل وربما منافسة لها “خاصة على الصعيد الاقتصادي”.
كما أن زيارته الى ألمانيا أدت للكثير من النتائج الإيجابية والاتفاقيات المهمة، خاصة على صعيد المشاريع الكهربائية.
ويصف مختصون توقيع العراق مذكرة تفاهم مع ألمانيا للنهوض بواقع الكهرباء في البلاد، بأنها “خطوة ستراتيجية” لمعالجة حقيقية لهذا القطاع، وبينما شدد مختصون على أهمية الزيارة في حال “صدقت النوايا”، يرى آخرون أنها كسائر الزيارات للحكومات السابقة، ولن تغير الواقع العراقي لأسباب عديدة، أبرزها المشهد الأمني المربك.
وبحسب الصحف العربية والدولية فإن زيارات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى الدول المجاورة والدول الغربية تهدف لنقل العلاقات بين بغداد و تلك الدول المستضيفة الى مستوى ستراتيجي متعدد الاطراف، بالاستناد الى البرنامج الحكومي المقرر والذي يفيد بأهمية تعزيز دور العراق على نسق العلاقات الاقليمية والدولية واعادة موضعة دور العراق والمضي قدما باتجاه استقطاب شراكات اقتصادية واستثمارية وتنويع البوابات الاستثمارية في الحالة العراقية.
كما أن هناك جملة من مذكرات التفاهم ابرمت في قطاعات مصرفية والطاقة والتربية والتعليم وقطعات تدريبية وفنية اخرى .
ويرى الخبراء والمختصون أن هذه القطاعات في الحقيقة تصب باتجاه اعداد برامجيات تشاركية مع القطاعات والجهات الحكومية العراقية ونظيراتها في فرنسا والتي ستسهم في تعزيز محاربة الفساد وايضا تعزيز اجراءات الشفافية وبناء القدرات لدى مؤسسات الدولة العراقية ثم بعد ذلك الانتقال الى مستوى نوعي جدا في الشراكة والعلاقة مع باريس، وهذا ينعكس على دعم العراق على مستوى العلاقات الثنائية وعلى مستوى علاقات متعددة الاطراف في الاسرة الدولية.
ويوضح الكثير من المراقبين في الشأن العراقي ان نهج الدبلوماسية العراقية الآن، وبالاستناد الى المصالح الوطنية التي عرفها واشتغل عليها البرنامج الحكومي العراقي، فإن الحكومة العراقية الجديدة تنحو باتجاه دبلوماسية اقتصادية تستند الى مصادر القوة الوطنية العراقية من موارد بشرية وثروات وموقع استراتيجي حيوي ولتشارك جميع مصادر القوة هذه مع شركاء العراق واصدقائه توفيرا وتحقيقا لمصاديق حكومة الاستجابة الوطنية.