المسرى .. متابعات
اعداد : وفاء غانم
تحت ركام سقف منزل مشيد من الطابوق والجص وحديد (شيلمان) متهالك، انتهت حياة عائلة بأكملها في منطقة حي الوحدة بمركز محافظة الديوانية، ليس بسبب زلزال اوانفجار، بل بحادثة اليمة ليست الأولى من نوعها، لتعكس واقع البناء والبنى التحتية في بلد يطفوعلى ثروات مهولة.
في الـ 18 من شهر شباط الجاري إنتشلت فرق مديرية الدفاع المدني خمس جثث من أُسرة واحدة من تحت أنقاض سقف منزل منهار في حي الوحدة ضمن محافظة الديوانية.
وفي حادثة مشابهة أخرى في الـ 22 من الشهر ذاته ، أفاد مصدر أمني، بانهيار منزل على ساكنيه في ناحية أور شرقي مدينة الناصرية مركزمحافظة ذي قار ، مما أدى لوفاة امرأة على الفور وإصابة 4 آخرين بينهم 3 أطفال بجروح”.
“تحقيقات الدفاع المدني بالحادث حول أسباب انهيار المنزل أثبتت وجود إنفجار أسطوانة غاز داخل مطبخ المنزل مما أدى لإنهيار سقف المنزل”.
ويعاني المواطنون وعلى مدى سنوات طويلة من قطاع بناء متهالك وبنى تحتية شبه معدومة، فضلا عن النقص الحاد في الوحدات السكنية مع الغلاء المعيشي الذي تشهده البلاد، ما أجبر الكثير من المواطنين على العيش في بيوت سكنية مهلهلة وآيلة للسقوط وأخرى تم تشييدها من طين وأخرى من السندويتش بنل (الكرفانات) والتي لجأ اليها المواطنون أخيرا وبشكل مكثف ، بسبب صعوبة شراء مسكن.
الفساد المستشري في أغلب مفاصل الدولة وخاصة تلك التي لها تماس مباشر مع حياة المواطنين، من بينها مشاريع البنى التحتيّة ، ومشاريع الصرف الصحيّ والمجاري المتلكّئة وغير الصالحة، ورداءة المواد الإنشائية المستخدمة في الأبنية السكنية و المدرسيّة، والغشّ الّذي يتخلّل الكثير من مشاريع الاستثمار، بالإضافة الى غياب الرقابة ، هذه الأسباب مجتمعة أسهمت في دمار بلد بالكامل وإنهيارمنازل على أصحابها . بحسب مراقبين
يأتي هذا في وقت يعيش فيه العالم رعب الزلازل المدمرة التي تشهدها دول في الآونة الأخيرة، آخرها زلزال تركيا وسوريا المدمر بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات مخلفين كارثة كبيرة راح ضحيتها عشرات آلاف المواطنين ، فضلا عن خسائر مادية كبيرة ، فيما وصلت هزاته الإرتدادية الى لبنان والعراق ولاتزال مستمرة لحد يوم كتابة هذا التقرير.
وحذرت “سفارة جُمْهُوريَّة العراق في أنقرة مؤخرا ، أبناء الجاليَّة العراقيَّة المُقيمة في مدينة هتاي جنوب تركيا والمدن القريبة منها، وتطلب منهم الابتعاد عن المبانيّ المتضررة، والسواحل كتدبير احترازيّ إزاء خطر أرتفاع مستوى البحر عقب الزلزالين اللذين ضربا ولاية هتاي مؤخرا”.بحسب بيان لوزارة الخارجية
وفي ظل ماذكر عن واقع البناء والبني التحتية المتهالكة هناك تخوف كبير من قبل المواطنين، من حدوث هكذا كارثة في البلاد، وخاصة وأن العراق يقع ضمن الخط الزلازلي بحسب خبراء ومتخصصين في الانواء الجوية والرصد الزلزالي
العراق ضمن الخط الزلزالي .. المناطق المهددة
عامر الجابري مدير إعلام الأنواء الجوية قال في تصريح /خاص للمسرى/، اليوم الأربعاء ، إن “العراق يقع على الخط الزلزالي وهو ضمن الشريط المعروف بنطاق جبال زاكروس الذي يربط بين شمال تركيا والشمال الشرقي لإيران”.
أضاف ، أن المناطق المهددة بوقوع زلازل هي السليمانية، وكلار، مندلي، خانقين، بدرة، علي الغربي، والعمارة”، بحسب الجابري الذي نوه ايضا إلى “الابتعاد عن الخط الزلزالي يقلل تأثير الهزات”.
وطمأن الجابري عبر المسرى المواطنين قائلا” لا اتوقع حدوث زلازل او هزات إرتدادية قوية في البلاد، وإن حدثت فلن تكون مؤثرة و قد يشعر بها المواطنون دون وقوع اية خسائر”.
وضع الية لشروط تشييد المباني
ودفع الزلزال الأخير في تركيا وسوريا والهزات الإرتدادية الناتجة عنها الجهات المعنية إلى إعادة تقييم المباني في البلاد وخصوصا العمودية منها .
باقر الساعدي، نائب رئيس لجنة الخدمات النيابية ، دعا إلى “وضع آلية واضحة ضمن شروط تشييد البناء العمودي في عمليات الاستثمار تراعي ملف الزلازل وقدرة تلك الأبنية على إستيعابها، خصوصاً المباني ذات الـ20 طابقاً فما فوق”، الساعدي أضاف في تصريح صحفي تابعه المسرى ، أن اللجنة “ستراعي هذا الأمر على الرغم من وجوده أساساً ضمن المواصفات العالمية للأبنية الحكومية أو السكنية”.
وفي إقليم كوردستان عقدت وزارة الإعمار والإسكان، ورشة عمل بشأن حماية الإقليم من الزلازل بعد الهزات الإرتدادية، لبحث سبل حماية إقليم كردستان، من تداعيات الزلازل.