المسرى .. متابعات
اعداد : محمد البغدادي
تلتأم في العاصمة بغداد غدا الجمعة ، أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في دورته الرابعة والثلاثين، وينتظر أن تشارك فيه معظم البرلمانات العربية.
في الاثناء يتوقع المراقبون والمهتمون بالشأن السياسي العراقي أن تساهم استضافة بغداد لأعمال المؤتمر، بعد غياب استمر لأكثر من ثلاثة عقود، في تعزيز دور العراق عربيا وإقليميا.
وتشهد علاقات العراق مع محيطه العربي تناميا متزايدا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي يلقى ترحيبا شعبيا واسعا.
وتتضمن أعمال اليوم الثاني الذي يصادف السبت المقبل، جلسة الافتتاح في قاعة بغداد في القصر الحكومي، يلقي خلالها محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب كلمة مجلس النواب العراقي، ويلقي أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب في مملكة البحرين كلمة مماثلة، إلى جانب كلمة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية. ثم تتوالى الندوات والاجتماعات بين أعضاء الوفود. ويختتم المؤتمر أعماله، الاثنين المقبل، بعد أن تتفق الوفود المشاركة على صياغة البيان النهائي والاستماع إلى تقارير وتوصيات لجان المؤتمر.
يشار الى أن حنفي جبالي رئيس البرلمان المصري وأعضاء الوفد المرافق له ، كانوا أول الوفود الواصلة إلى بغداد، الأربعاء الماضي ، وكان في استقبالهم محسن المندلاوي النائب الأول لرئيس مجلس النواب.
وقال بيان للمكتب الإعلامي لنائب رئيس البرلمان إن ” محسن المندلاوي استقبل حنفي جبالي رئيس مجلس النواب المصري ، والوفد النيابي المرافق له؛ والذي سيشارك في أعمال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي الذي تستضيفه العاصمة بغداد».
وأكد المندلاوي على أهمية إنجاح المؤتمر والاستفادة من تواجد كافة البرلمانات المشاركة لتحقيق مصالح شعوبها.
وأشار إلى عمق العلاقة التي تربط البلدين الشقيقين، وما يجمعهما من مشتركات حضارية وثقافية ودينية، وضرورة استثمارها لتعزيز التعاون البرلماني وتنسيق المواقف في المحافل الإقليمية والدولية، وتمنياته لهم بطيب الإقامة في بلدهم العراق.
وبشأن مؤتمر البرلمانات العربية، قال أحمد الصفدي رئيس مجلس النواب الأردني ، إننا معنيون بحجم مشاركة واسعة من قبل رؤساء البرلمانات العربية في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنوي عقده في بغداد ، داعيا رؤساء البرلمانات العربية إلى الحضور لبغداد والقول بصوت واحد إننا مع العراق وشعبه العظيم وندعم كل جهودهم في تعزيز أمنهم واستقرارهم ومسيرتهم السياسية، فالعراق صاحب فضل على أمتنا وما بخل عليها في أحلك الظروف، ونحن واثقون بإرادة العراقيين وعزيمتهم الصلبة في تحقيق طموحاتهم نحو المزيد من التقدم والازدهار”.
وأعلن مجلس النواب العراقي ، الأحد الماضي ، أن بغداد ستستضيف أعمال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي واللجان المصاحبة، اعتباراً من يوم 23 شباط ولغاية 26 شباط.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب في بيان تلقى المسرى نسخة منه ،أن “العراق ترأس الاتحاد البرلماني العربي، حيث انتقلت رئاسة الاتحاد إلى العراق، وتم تكليف محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب رئيساً للاتحاد اعتباراً من التاسع من شهر كانون الثاني”.
وأضاف، أنه “ستستضيف بغداد اعتباراً من يوم 23 شباط ولغاية 26 شباط أعمال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي واللجان المصاحبة بمشاركة رؤساء مجالس وبرلمانات الدول العربية الأعضاء في الاتحاد، إضافةً إلى العديد من المنظمات والمؤسسات البرلمانية التي لها صفة مراقب بالاتحاد”.
وكان محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء ومحمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب قد بحثا ، الاثنين الماضي ، التحضيرات الجارية لاستضافة بغداد المؤتمر 34 للاتحاد البرلماني العربي خلال الشهر الحالي.
وقال المكتب الإعلامي للسوداني في بيان إن الأخير “استقبل، محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب “، مبينا أن “اللقاء بحث الاستعدادات والتحضيرات الجارية لاستضافة بغداد المؤتمر 34 للاتحاد البرلماني العربي في شهر شباط الجاري، وأفضل الجهود لإنجاح هذه الدورة التي سيترأسها العراق”.
وأضاف أن “اللقاء شهد التباحث في أهمّ القضايا والمواضيع على المستوى الوطني، وبحث سبل تعزيز التكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، من أجل دعم القوانين التي تيسّر من تنفيذ البرنامج الحكومي، وتلبي طموحات المواطنين في نيل الخدمات والارتقاء بالأوضاع الاقتصادية والخدمية لجميع محافظات العراق”.
وبحسب علي السامرائي الباحث في الشأن السياسي في مقال خص به المسرى ، يقول يعكس احتضان بغداد للموتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي للفترة من 23 – 26 شباط حرص مجلس النواب على إيلاء الدبلوماسية البرلمانية مكانة خاصة لما تحملها من أهمية كبرى في دعم جهود العراق ونهجه الخارجي وإظهار الرغبة بعودة البلد لممارسة دوره المحوري في المنطقة لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
وبات تفعيل الدبلوماسية البرلمانية من ضمن الأولويات التي يحرص على تحقيقها رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي نشط خلال الأسابيع الأخيرة بالقيام بزيارتين إلى الجزائر ركزت على ضرورة توسيع فرص التعاون مع كافة الدول في سياق التنسيق بالمجال التشريعي وتوطيد أواصر العلاقات مع البرلمانات النظيرة إضافة إلى توحيد المواقف البرلمانية للعرب تجاه القضايا المهمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والملف السوري وملفات سياسية واقتصادية وأمنية مهمة وهو ما سيكون له الأولوية في قمة بغداد البرلمانية العربية.
وبات واضحا من خلال مشاركة البرلمان في النشاطات الدولية المتنوعة ومنها تنظيم قمة الاتحاد البرلماني العربي في بغداد بأن الدبلوماسية البرلمانية يمكن لها أن تسير بخط مواز للدبلوماسية التقليدية وربما قد تتجاوزها في بعض الأحيان عبر ما يتاح لها من فرص وأدوار أكثر سعة ومرونة لتحقيق توجهات السياسة الخارجية للعراق وخياراته بضبط وتحديد ملامح اندماج العراق سواء في محيطه العربي أو في المنظومة الإقليمية والدولية.
البرلمان العربي هو الهيئة التشريعية لجامعة الدول العربية. تم الإتفاق في مؤتمر القمة العربية عام 2001 في عمان، الدول العربية وافقت على إنشاء برلمان عربي، وطرح مشروع قرار لمنح الأمين العام لجامعة الدول العربية القدرة على إنشاء وبدأ البرلمان. في عام 2004، في مؤتمر القمة العربية العادية في الجزائر، وكان التاريخ الرسمي لجميع أعضاء الجامعة العربية وافقت على إرسال ممثل إلى المؤقتة جلسات البرلمان التي جرت في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة مصر مع إرسال كل دولة عضو، أربعة أعضاء، لحين إكتمال إنشاء مجلس النواب بشكل دائم في دمشق في سوريا.
الاختصاصات والمهام
حددت المادة الخامسة من النظام الأساسي للبرلمان العربي صلاحياته واختصاصاته، وتنص هذه المادة على مايلي: “يمارس البرلمان اختصاصاته بما يعزز العمل العربي المشترك، ويحقق التكامل الاقتصادي، والتكافل الاجتماعي والتنمية المستدامة وصولاً إلى تحقيق الوحدة العربية وعلى وجه الخصوص: على تعزيز العلاقات العربية العربية وتطوير أشكال العمل العربي المشترك وتدعيم آلياته والعمل على ضمان الأمن القومي العربي وتدعيم حقوق الانسان، وله تقديم التوصيات والاقتراحات التي يراها مناسبة لذلك. متابعة مسيرة العمل العربي المشترك وعقد جلسات استماع مع رؤساء المجالس الوزارية أو الأمين العام للجامعة أو رؤساء أو المدراء العامين بالمنظمات العربية المتخصصة. مناقشة المسائل التي يحيلها اليه مجلس الجامعة أو المجالس الوزارية أو الأمين العام للجامعة أو رؤساء أو مدراء المنظمات العربية المتخصصة، وابداء الرأي فيها، وله إصدار توصيات بشأنها لتكون أساساً عند إصدار المجالس المعنية للقرارات ذات العلاقة.
توجيه الأسئلة كتابة إلى رؤساء المجالس الوزارية والأمين العام للجامعة وإلى مدراء المنظمات العربية المتخصصة وذلك في أي موضوع يدخل في اختصاصهم وعلى هذه الجهات الإجابة عن أسئلة الأعضاء خلال مدة يحددها النظام الداخلي. الموافقة على مشروعات القوانين الموحدة والاتفاقيات الجماعية العربية المحالة اليه وجوباً قبل إقرارها من مجلس الجامعة. النظر في مشروعات الموازنات والحسابات الختامية للأمانة العامة للجامعة قبل إقرارها من الجهات المختصة، وكذلك مراجعة الحسابات الختامية للمنظمات العربية المتخصصة. على المواءمة والتنسيق بين القوانين النافذة في الدول الأعضاء تمهيدا لتوحيدها وتبادل الخبرات التشريعية بين البرلمانات الوطنية أو ما يماثلها. والتنسيق مع البرلمانات الوطنية في الدول الأعضاء لتعزيز وترسيخ البعد الشعبى ودوره في مسيرة العمل العربى المشترك. التعاون مع المنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية بما يخدم مصالح الأمة العربية ويصون السلم والأمن الدوليين.
إقرار نظامه الداخلى وتعديله.
إقرار ميزانيته وحسابه الختامي.
إقرار أنظمته ولوائحه المالية والإدارية وتعديلها.
الأهداف
وفقاً لما جاء في ديباجة النظام الأساسي للبرلمان العربي ولما قررته المادة الثانية من نظامه الداخلي يتولى البرلمان تحقيق الأهداف التالية: 1- إقامة نظام عربي يكون فضاءً لممارسة مبادئ الشورى والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وتكوين إطار جامع للتمثيل النيابي لأبناء الوطن العربي الواحد. 2- المشاركة الفاعلة في رسم السياسات العربية المشتركة، وإقامة نظام عربي متكامل؛ يحقق العدالة الاجتماعية، ويواجه التحديات، ويعزز التطورات التي تشهدها الأمة العربية. 3- المشاركة في تكوين وعي لدى الشعوب العربية بمسيرة العمل العربي المشترك، والمساهمة في تعزيز الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة العربية. 4- تحقيق التكامل الاقتصادي والتكافل الاجتماعي والتنمية المستدامة، وصولاً إلى تحقيق الوحدة العربية.