خاص .. المسرى
تعاني محافظة المثنى جنوبي العراق من ترهل في بناها التحتية ونقص حاد في الخدمات بمختلف القطاعات الأساسية التي تلامس حياة المواطنين، رغم تعاقب العديد من الحكومات عليها، ولا تنفك أن تخرج في مشكلة حتى تلج في أخرى، وكلها تدور حول الجانب الخدمي الطاغي على أغلب المشكلات ،حيث تعاني معظم المناطق والاحياء السكنية في المحافظة من نقص في الخدمات الأساسية التي ينتظرها الأهالي لكن دون جدوى.
معناة كبيرة
وتجولت عدسة المسرى في بعض المناطق والاحياء السكنية في المحافظة لاستطلاع آراء مواطنيها وما يعانونه من مشاكل، فأشار أحد المواطنين من قرية آل غضاب آل بوحسين، والتي تبعد حوالي كيلو متر واحد عن مجمع ساوا إلى أن ” معاناتهم كبيرة جدا، حيث يعانون من نقص في المياه الصالحة للشرب والشوارع المبلطة والخدمات بصورة عامة، علما أن قريتهم تتالف من ألف بيت”.
عيش قاسٍ
ويشتكي أهالي منطقة الجربوعية إحدى مناطق مركزالمحافظة من نقص الخدمات، مناشدين عبر ” المسرى” الجهات الحكومية، بوضع حد لمعاناتهم، وخصوصا في أوقات الدوام ، حيث يكابد طلاب وتلاميذ المنطقة الكثير حتى يصلوا إلى مدارسهم.
وفي هذا السياق، قالت إحدى مواطنات منطقة الجربوعية لـ( المسرى) ” نحن هنا، نعاني جدا، ويبدو إننا لسنا عراقيين، لا توجد لدينا أبسط الخدمات التي يجب أن توفرها الحكومة لمواطنيها، أطفالنا يعانون جدا حتى يصلوا إلى مدارسهم، والكبار هرموا من صعوبة وشدة العيش في هذه المنطقة، ويكاد أياما نتمنى ألا تمطر السماء، لئلا يصل الطين والوحل إلى نصف أجسادنا”، داعية الحكومة بإيصال الخدمات إليهم من كهرباء وتبليط الطرق والشوارع والمياه الصالحة للشرب، منتقدة السياسيين وأصحاب السلطة بعدم الاستماع لمناشداتهم والإلتفات إليهم”.
الضيم والتعب
وبدوره أوضح مواطن آخر من أهالي قرية آل غضاب بالجربوعية الثانية لـ( المسرى) أن ” قريتهم تعتبر بحق قرية منكوبة ومغبونة، وأنهك التعب ساكنيها إلى أقصى الحدود بسبب انعدام البنية التحتية للمنطقة على كل المستويات، من شوارع وإعمار ومياه وكهرباء، لدرجة أن الجهد الحكومي غائب تماما عن تلك المنطقة”، مشيرا إلى ان ” قريتهم تقع ضمن خرائط البلدية، وليست بيوتها مبنية بشكل التجاوز على المال العام، لذلك ندعو الخيرين ونناشدهم بمد يد العون لأبناء هذه المنطقة وانتشالهم من الضيم والمعاناة التي يعانون منها”.
مسوحات حكومية
وبحسب آخر مسوحات وزارة التخطيط فإن عدد الفقراء في عموم العراق، يزيد عن 10 ملايين نسمة، أي ربع عدد السكان 25% ، وتعتبرمحافظة المثنى أكثر المحافظات فقراً بنسبة 52% ثم تأتي محافظتا الديوانية بنسبة 49% وذي قار بنسبة 48%، ثم محافظة نينوى شمالا بنسبة 41 ، لذلك وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني فريق فريق الجهد الحكومي بتنفيذ المشاريع في المثنى، وخصوصا المناطق التي تعاني نقصا حادا في الخدمات، ومنها قضاء الرميثة، والخضر ومنطقة الوركاء ومناطق أخرى من المحافظة.