المسرى .. متابعات
اعداد : محمد البغدادي
عراق 2023 يتمتع بقدرة اللاعب السياسي الاقتصادي في محيطه العربي والتطلع الى الواجهة الأجنبية مما يعطيه رافدا من المناورة على مختلف الصعد ويحقق التوازن في علاقاته لصياغة عهد جديد من التحركات ويقنع الآخر بدوره المحوري .
ليس بعيدا
جدد القادة العراقيون في ختام أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في دورته الـ34 ، عقد في العاصمة بغداد مؤخرا ، التأكيد على أهمية أن تتنامى العلاقات العراقية ـ العربية دون عوائق أو تحديات.
يشار الى أن ، المؤتمر الذي أنهى أعماله باتخاذ مجموعة من القرارات التي من شأنها الإسهام في دفع العمل البرلماني العربي إلى الأمام، أطلق مبادرة قوبلت بترحيب عربي، وهي تشكيل وفد من رؤساء الوفود لزيارة سوريا للتضامن معها بعد كارثة الزلزال، بالإضافة إلى التمهيد لعودتها هي الأخرى إلى حاضنتها العربية تدريجياً.
وبعد أن أزالت القمة الكروية الخليجية في البصرة الشهر الماضي آخر العوائق الرسمية والشعبية. انتهت في بغداد أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في دورته الـ34، بحضور عربي رفيع قوامه رؤساء برلمانات ومجالس شعب 18 دولة عربية، وسط آمال كبيرة بتوسيع العراق دائرة انفتاحه على محيطه العربي.
في هذا السياق، قال يحيى المحمدي عضو البرلمان عن تحالف «السيادة» في تصريح تابعه المسرى ، إن “أهم مخرجات مؤتمر البرلمان العربي هو انفتاح العراق على محيطه العربي والاستفادة من تجارب المجالس التشريعية في هذه الدولة أو تلك، مضيفا ،أن ” العراق كان يفتقد حلقة التواصل مع أشقائه العرب نتيجة الظروف التي مر بها بعد أحداث 2003، التي كانت في أشدها سنة 2014، حين تعرض العراق إلى هجمة إرهابية شرسة، بعدها بدأ العراق يتعافى تدريجياً ويفكر جلياً بترتيب وضعه والتواصل مع محيطه العربي الذي هو جزء أساسي ورئيسي فيه”.
من جهته، يرى إحسان الشمري ، رئيس مركز التفكير السياسي ، في حديث صحفي تابعه المسرى ، أن مثل هذه الخطوات تمثل في عدد من الأمور، منها مبدأ التوازن الذي منح العراق ثقة كبيرة، وأن العراق لم يتخذ موقفاً مقاطعاً من الدول التي كانت قد دخلت في اختلاف وجهات النظر فيما بينها، لإدراكه أن أي استقرار سينعكس إيجاباً على الداخل العراقي على أي مستوى من العلاقات”.
أما فاضل البدراني ، أستاذ الإعلام الدولي ، فقال في حديث صحفي ،إن ” العراق نهض بدور فاعل على الساحتين العربية والدولية، وعنده طموح لصناعة استقرار في المنطقة، مستنداً إلى دعم غربي – عربي ملموس”. وأضاف ،أن “هذا الطموح يبقى رهن تصادم محاور دولية، منها أميركا وأوروبا، التي تسهم حالياً في إعادة صياغة عراق متطور، شريطة أن يكون ضمن محورها”. وأكد البدراني أنه “في مقابل ذلك، فهناك موقف إيران الممسكة حتى اللحظة بملفات سياسية وأمنية في العراق، وتريد أن ينهض العراق شريطة أن يبقى ضمن محورها”. حسب تعبيره
وأوضح البدراني أن ” الخطوات الأخيرة تبين أن الجو العام يقود العراق نحو ممارسة دور بارز، سيما مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بدورته الـ34، وقبله مؤتمر بغداد بنسختيه 1 و2 في الأردن، وبطولة خليجي 25 التي حضر فيها أبناء الخليج العربي”.
جهود العراق الإقليمية
وكشفت الخارجية الإيرانية مؤخرا عن توقيع إتفاقيات أمنية مع بعض دول الجوار ومنها السعودية.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني علي رضا عنياتي، في مقابلة ” متلفزة ” ، تابعها المسرى ، إن ” طهران لمست نبرة تعاونية في مؤتمر بغداد 2 من أجل الإتفاق على دعم العراق”. وبشأن لقاء وزيري خارجية إيران والسعودية على هامش مؤتمر “بغداد 2″، قال عنياتي: “هذا اللقاء كان لقاء وديا”. لفت الى أن الحوار مع السعودية في مراحله الأولى ونريد علاقات طيبة مع دول الجوار”.
يذكر ان محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء قد طلب من وزير خارجيته في وقت سابق وفريق من مكتبه استئناف جهود الوساطة العراقية بين طهران والرياض بغية ترتيب لقاء جديد بين الطرفين خلال الفترة المقبلة.
ومنذ إبريل/نيسان 2021، استضافت بغداد، مباحثات مباشرة على مستوى منخفض التمثيل بين إيران والسعودية. وضمت الوفود ممثلين أمنيين ودبلوماسيين لكلا البلدين، ورعى رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي 5 جولات منها، كان آخرها في إبريل الماضي.
وكان من المقرر عقد جولة سادسة بين طهران والرياض نهاية يوليو/تموز الماضي، على مستوى وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان ، وفقاً لما أعلن عنه حسين في 23 يوليو الماضي. إلا أن هذه الجولة تأجلت لأسباب متضاربة بحسب أوساط عراقية، من بينها أن التأجيل جاء بطلب إيراني للعراق، وأخرى تحدثت عن خلافات حيال الملفات التي ستُطرح في هذه الجولة، ومنها الملف اليمني.
ويعكس التوجه الحالي لحكومة السوداني تطابقاً واضحاً بما يتعلق بملف العلاقات الخارجية للعراق. وأبرز نقاط هذا التطابق تظهر من خلال تأكيدات المسؤولين العراقيين على عدم الانضمام إلى سياسة المحاور في المنطقة ومحاولة أداء دور التهدئة. وهذا ما يعتبر أملاً بالنسبة للحكومة التي شكلها تحالف “الإطار التنسيقي”.وفق مراقبين للشأن السياسي.
علاقات العراق الخارجية
ويولي العراق علاقاته الخارجية أهمية خاصة لعلمه أن الدعم الدولي للعراق عبر العديد من الشركات الاستثمارية والدبلوماسية ستنعكس إيجابا على مستقبله السياسي والاقتصادي والثقافي ، مؤخرا ، التقى عبد اللطيف جمال رشيد رئيس الجمهورية ، في قصر بغداد، وفد بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق. وأكّد رئيس الجمهورية وفق بيان لرئاسة الجمهورية وتلقى المسرى نسخة منه، أهمية العلاقات الوثيقة بين العراق والاتحاد الأوروبي، وضرورة تعزيزها في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى أن العراق عانى من مشاكل عدة داخلية وخارجية في السابق، وهو الآن في وضع أفضل خصوصا في الجانب الأمني”
وأضاف الرئيس، حسب البيان، أن الحكومة العراقية لديها استراتيجية في الانفتاح على دول العالم وتعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي، وبرنامجها يؤكد على البنى التحتية في مختلف القطاعات المرتبطة باحتياجات المواطنين، إلى جانب العمل على حل المسائل العالقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان، وإقرار مشاريع القوانين المُعلّقة.
من جانبه، أعرب الوفد، حسب بيان رئاسة الجمهورية، عن تطلّع الاتحاد الأوروبي لتعزيز الشراكة مع العراق في جوانب التدريب والاستشارة، والتعاون في المجالات الثقافية وإظهار الحضارة العريقة للعراق أمام العالم، كما أثنى الوفد على التحسن الذي يشهده البلد.
الشراكة الاستثمارية
أمس الإثنين استعرضت طيف سامي وزير المالية ، مع عبد الرحمن الحميدي مدير صندوق النقد العربي والوفد المرافق له إصلاحات العراق في القطاع المصرفي.
ويعد العراق أرضا خصبة لاستثمار الشركات العربية فضلا عن الأجنبية ، لكن العراق يسعى الى جلب الاستثمارات العربية لمايتمتع به من موقع ستراتيجي يقف في مقدمتها قطاع النفط والغاز . يعكس رغبة العراق الدائمة الى جانب حراكه الدبلوماسي بالتعاون الاستثماري في شتى المجالات .
بيان الوزارة ، تلقى المسرى منه ، أكد أن اللقاء حدث ” على هامش فعاليات المؤتمر الـ 34 للاتحاد البرلماني العربي المنعقد في بغداد ناقش خطوات العراق في الانخراط بالنظام المالي بين الدول العربية ، إلى جانب استعراض الإجراءات والإصلاحات التي تجريها الحكومة العراقية في مجال القطاع المصرفي والمالي بما يُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية في العراق”.
تم التشديد على مواجهة أهم التحديات الاقتصادية والمالية في المنطقة ، فضلاً عن العلاقات الثنائية المشتركة بين العراق والصندوق العربي ، والدفع باتجاه تنمية التعاون المتبادل في مجال المال والاقتصاد، كذلك بحث آليات التعاون المشترك في مجال دعم السياسات المالية والمصرفية وبناء القدرات البشرية “.