المسرى .. متابعات
اعداد :وفاء غانم
مشاكل جمة وفوضى يؤطرها الفساد الإداري والمالي والذاتي بشكل غير مسبوق، تعاني منه المنظومة التدريسية وخاصة في السنوات الاخيرة، تمثلت بانعدام الكفاءة والافتقار إلى الموارد الكافية، والسياسات التربوية والتعليمية الخاطئة، ونظام الجودة الضعيف، وسوء المرافق التعليمية، ونقص كفاءة المدرس، وعدم تنفيذ سياسات التعليم، والتعليم بلا فلسفة او اتجاه، وانخفاض معدلات الالتحاق، والتسرب على نطاق واسع، والتدخل السياسي، والمناهج القديمة وغير الملائمة للتعلم الحقيقي، وسوء الإدارة والإشراف، ونقص البحث التربوي والإداري والأكاديمي، فضلا عن ظاهرة التدريس الخصوصي . بحسب مراقبين وتربويين
مع استمرار تعرّض المنظومة التعليمية في البلاد الى نكبات وتراجع كبير على جميع المستويات في العقود الأخيرة، يحتفل العراقييون اليوم بعيد المعلم، وسط الاحتفالات والفعاليات في المدارس لاحياء هذا اليوم .
يستقبل العراق ذكرى عيد المعلم في1 آذار كل عام ، تكريماً لجهود المعلم التي يبذلها من أجل استمرار العجلة التعليمية في البلاد.
وقامت منظمة الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، بتحديد يوم للاحتفال بيوم المعلم وذلك تقديرا لجهود المعلم في انشاء أجيال متعلمة وبناء المجتمع، ومن أجل توقيع الاتفاق بين منظمة اليونسكو والعمل الدولية وذلك للاعتراف بحقوق المعلمين كافة سواء معنوية أو مادية.
وفي 13-9-2022 أحصت وزارة التربية، عدد طلاب المدارس والكوادر التدريسية في عموم البلاد، فيما أشارت الى إضافة 219 ألف محاضر للسلك التعليمي.
عباس كاظم السوداني، نقيب المعلمين العراقيين، ، وفي تصريح له في 22 كانون الثاني 2023 ، قال ” أن عدد المعلمين في البلاد تجاوز المليون، بعد قرار محمد شياع السوداني ، رئيس الوزراء بتثبيت المحاضرين، كما تجاوز عدد التلاميذ في العراق 13 مليوناً” مشيرا إلى أن التراكمات في زمن النظام السابق أثرت سلباً على الواقع التعليمي في البلاد، موضحا أن “البنية التحتية” من أبرز المعوقات في العملية التربوية بالعراق، والتي تتمثل بالنقص الكبير في أعداد المدارس.
واقع تعليمي متراجع
وعلى خلاف العديد من دول المنطقة والعالم، أمسى واقع التربية والتعليم حاليا في العراق يتراجع بشكل مستمر، بسبب ضعف البنى التحتية، الأمر الذي زاد من معاناة المعلمين والطلبة على حد سواء.
الافتقار الى مهارات تعليمية رصينة
تأكد دراسات وتقارير ، أن وزارة التربية تفتقر الى نظام لتقويم أداء المعلمين والمدرسين يرتبط بنظام المكافآت وانها بحاجة الى وضع نظام لتقييم وتقويم أداء المعلمين يتضمن التقويم الذاتي والمؤسسي.
وفي بيان رسمي، قال البنك الدولي، إنّ “سنوات الصراع في العراق وأوجه القصور الهيكلية قادت إلى نظام تعليمي يعجز عن تقديم المهارات الأساسية إلى الطلاب والتي تشكّل أساس التعلّم وتنمية المهارات”.
تعنيف مدرسي
وغالبا ما ماتظهر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تبيّن تعرّض تلاميذ للعنف في المدارس على أيدي معلميهم، الذين قد يلجأون إلى ضربهم بالعصا أو الصفع أو غير ذلك. وتُظهر أخرى أولياء أمور يشكون تعرّض أبنائهم للعنف اللفظي والبدني داخل المدارس، نتيجة عدم إتمامهم الواجبات المدرسية، أو عقاباً على سلوك معين أو غير ذلك.
وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2021، وجّهت حكومة مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء السابق بإيقاف العقاب البدني في المدارس، ومنع المعلمين أو التلاميذ من إدخال الهواتف الذكية إلى الصفوف المدرسية.
وكان العراق قد حظر عام 2020 العنف الجسدي، لكن الواقع يُشير إلى أنه ما زال يُطبَّق بصورةٍ واسعة، فيما يمنح القانون العراقي حمايةً للآباء والمعلمين، ومن في حكمهم، من المسؤولية الجنائية عند تأديب الأولاد القصّر، في حدود ما هو مقرَّر شرعاً أو قانوناً أو عرفاً.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” كانت قد لفتت في وقت سابق إلى أن “إنهاء العقاب البدني في المدارس قد يؤدي إلى زيادة الحضور، وانخفاض نسب التسرّب المدرسي، وتحسين نتائج التعلّم، وارتفاع معدلات الانتقال إلى مستويات تعليمية أعلى”.
“لايفهمون مايقرأون”
وفي تقرير صادم كشف البنك الدولي في ايار 2022،عن أن “أحدث تقييم لمهارات القراءة للصفوف الأولى وتقييم مهارات الرياضيات للصفوف الأولى، وجد أن الغالبية العظمى من الطلاب العراقيين الذين تم تقييمهم قد اكتسبوا بعض المهارات الأساسية الكافية مع أكثر من 90% من الطلاب يعجزون عن فهم ما يقومون بقراءته”.
وفي رد سريع وغاضب من وزارة التربية على التقرير قالت إنّ “البنك الدولي لا يملك أي أحقية وليس لديه صلاحية لتقييم الواقع التربوي في العراق”.
وكان العراق في 1991 يمتلك أحد أفضل أنظمة التعليم في المنطقة.حسب تقرير لليونسكو
وهنأ محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء ، الكوادر التعليمية في البلاد بمناسبة عيد المعلم ، وقال السوداني في تغريدة له تابعها المسرى “سنعمل لكلّ ما يخدم المعلّم العراقي ويرفع من مستوى البيئة التعليمية”.
الى ذلك دعا عمار الحكيم ، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية ،اليوم الاربعاء ،مجلس النواب للسعي إلى إقرار تشريعات تُعنى باستيفاء حقوق المعلم.
من جانبه هنأ أبراهيم نامس الجبوري وزير التربية، ، الكوادر التعليمية بمناسبة هذا اليوم، قائلا في بيان تابعه المسرى “إن وزارته قطعت الوعد للنهوض بواقع المعلم العراقي، واحاطته بالرعاية والعناية، ونحن مستمرونعلى العهد وستبقى مطالبكم نصب اعيينا وعملنا وجهدنا.”
نقابة معلمي المثنى “تغلق ابوابها “
فيما اغلقت نقابة المعلمين في محافظة المثنى ابوابها امام الزائرين المهنئين بعيد المعلم وعدم الاحتفال بهذه المناسبة بسبب الظلم الذي تعرض له المعلم حسب وصفهم، كونه لم يتسلم حقوقه الأساسية.
محسن هادي نقيب المعلمين في المثنى، قال في تصريح خص به المسرى، إن” هناك ظلم وحيف تعرض له المعلم ولم يستلم أبسط حقوقه واغلب المعلمين يسكنون العشوائيات كونهم لم يستلموا قطعة أرض سكنية اسوة ببقية موظفي المحافظة”.