المسرى ..متابعات
في الوقت الذي تنتشر فيه على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديوية عن حمى الجفاف التي وصلت حتى جنوب العراق تطفو على السطح، بين الحين والاخر، مطالبات نيابية بضرورة تدويل قضية قطع الدول المجاورة للمياه واستهدافها الاراضي العراقية خاصة بعد أن بلغت نسبة الجفاف ٦٠% الامر الذي يهدد حياة نصف سكان العراق ومساحات واسعة من الاراضي الزراعية “.
وفود تفاوض
وزير الزراعة عباس العلياوي عمد الى تشكيل وفود سياسية وفنية للتفاوض مع تركيا وإيران حول تقاسم المياه ، واكد أن هناك ضرورة للتنسيق بين العراق ودول المنبع لإدارة ملف المياه انطلاقا من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تنظم تقاسم المياه بين الدول على أسس من العدالة وحفظ الحقوق”.
وكشف عن جهود باتجاه إدارة المياه وترشيد استخدامها والاستفادة القصوى منها داخليا فضلا عن تشكيل وفود سياسية وفنية للتفاوض مع دول المنبع لحفظ حقوق العراق التي اقرتها جميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
مخاوف من نزوح
ويلقى ملف الجفاف ظلاله على الشارع بقسوة حيث اكد الخبير في مجال حقوق الانسان الدكتور فاضل الغراوي أنه “ولغاية آذار / مارس 2022، تم تسجيل ما يقدر بـ 3000 أسرة نازحة بسبب الجفاف والتدهور البيئي في 8 محافظات في وسط وجنوب العراق حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن شحة المياه هي أحد الدوافع الرئيسية للهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، إلى جانب التحديات التي تواجه الزراعة المستدامة والأمن الغذائي”.
فيما حذّر تقرير بيئي مشترك لمنظمات دولية وعراقية من احتمال نزوح نحو مليوني شخص من سكان نينوى خلال العقد المقبل، جراء الجفاف ونضوب مصادر المياه في تلك المناطق، فيما تتوقع وزارة البيئة نزوح اكثر من 4 ملايين من سكان المناطق الغربية في محافظة نينوى وتحديداً سكان بلدات سنجار وتلعفر والبعاج في غضون السنوات السبع المقبلة.
مشاكل التغيير المناخي وانعكاسه على حقوق المواطن
الغراوي قال ايضا إن “الانخفاض الحاد في الأراضي الزراعية، والتنوع البيولوجي في الزراعة، وتدهور الأراضي والتربة، وزيادة الكثبان الرملية أدى إلى زيادة العبء والضغط، مما أدى الى هجرة الحيوانات ونفوقها”.
وبين أن “التوقعات حتى عام 2040 تُظهِر ضغوطاً وإجهادا متزايداً على مصادر المياه في العراق، والتي تواجه أيضاً تحديات كبيرة من التلوث الناجم عن صناعة النفط ومياه الصرف الصحي، وضعف الإدارة البيئية، والحرائق”.
وتابع “يؤثر التصحر وندرة المياه بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفاً والأسر الضعيفة والتي عانت أصلا من الصراع والنزوح حيث تواجه الآن خطر الوقوع في دائرة الفقر لفترة أطول كما وتواجه الفتيات والنساء، ضعفا متزايدا بسبب ندرة المياه ، ويرجع ذلك الى حد كبير إلى عدم المساواة بين الجنسين، كما ان الكوارث المرتبطة بالمناخ تؤدي إلى إرهاق أنظمة الصحة العراقية المنهكة اساسا.
حلول مقترحة
ويرى الغراوي هناك عدة حلول مطروحة على أرض الواقع، بالاضافة الى الاتفاقات الدولية، ومنها العمل مع الحكومة والجامعات العراقية على أنظمة الرصد الذكية لتتبع التقدم أو التراجع في الأهداف البيئية والمناخ والموارد المائية و استخدام الأراضي وثبيت واستقرار التربة وحماية غطاءها النباتي من خلال تشجيع الاستخدام الفعال للمياه، وتجديد خزانات المياه، وإعادة تأهيل البنية التحتية لمنظومة الري، وزراعة المزيد من الأشجار والغابات والشجيرات، وكذلك زراعة أحزمة خضراء مستدامة حول المدن، والتحكم في أنشطة التعدين، واعتماد الاستمطار الصناعي كحل استراتيجي لمشكلة الجفاف واخيرا انشاء نهر ثالث عكسي للاستفادة من المياه المهدورة الذاهبة الى شط العرب وانشاء سد في ناحية القرنة ملتقى النهرين كونها تمثل اسرع نقطة جريان لنهري الفرات ودجلة وحفر النهر بإتجاه صحراء محافظات البصرة والناصرية والمثنى والنجف الاشرف وكربلاء المقدسة والانبار بهدف القضاء على التصحر في هذه المناطق واستصلاح الزراعة وتامين مصدات طبيعية تقلل تاثيرات العواصف الترابية ويحسن المناخ ويوفر فرص عمل ويحافظ على الثروة المائية .