ا
تؤكد الدراسات الحديثة أن الشبكة العنكبوتية تشكل فضاءً واسعًا له دور كبير في تغيير طبيعة العمل الإعلامي وتطوير الفكر الإنساني والإسهام في توعية المجتمع، الأمر الذي يدعو إلى وجود إعلا متميز، وهذا ما دعانا إلى التفكير في إطلاق (المسرى) أملًا في أن يجمع شيئًا من الإعلام التقليدي وكثيرًا من الإعلام الجديد الذي أصبح ضرورة سيبقى من يتجاهله خارج الركب.
والمسرى هو مشروع إعلامي موجه للمتلقي العربي العراقي ويعتمد المعايير الإعلامية المعروفة متخذًا من الوسائل الحديثة أداةً لإيصال رسالته والتي تتلخص في المصداقية والمهنية والمعلومة للجميع، جاعلًا (الحقيقة أولًا) شعاره الثابت. وتشكل هموم المواطن العادي البسيط مادته الصحفية الخام، ثم يأتي بعد ذلك الاهتمام بالجوانب السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والرياضية، والفنية، والعلمية، لتكتمل الصورة.
وللمسرى أكثر من منصة تبث باللغة العربية من مجلة شهرية باسم “المسرى” وموقع ألكتروني وويب تيفي بالاسم نفسه، وهو بشكل عام مشروع يعبر صراحة ودون غموض عن سياسة إعلامية لا خفاء فيها إذ يموّل من قبل الاتحاد الوطني الكردستاني ويعمل على إيصال صوته وتوضيح المواقف الكردستانية والعراقية للمتلقي بأسلوب صحافي متزن وبسيط في التعبير والطرح ومكثف من حيث التشكيل معتمدًا مبدأً أساسًا وهو تخطي الإعلام السائد الذي يعمل بطريقة تقليدية عفا عليها الزمن. وكل ذلك عبر اتباع أسلوب الأخبار الذكية والتقارير الهادفة المدروسة ذات المسحة الجديدة تحريرًا ولغة ونشرًا.
ينطلق المشروع من مبدأ وهو أن القضية الإعلامية مشتركة مع عرب العراق وليس مع عرب المحيط ما يتطلب أن يكون الخطاب عراقيًا خالصًا في هذه المرحلة على الأقل.
وتتطرق منصات المسرى إلى ما يعاني منه المواطن العراقي من مشاكل خدمية وأمنية واجتماعية والمخاطر المحيطة بالبلد وتاريخه وبيئته وإرثه الثقافي والحضاري ساعيةً إلى نقل ما يجول في مخيلته وما يرغب فيه ويرغب عنه بغية تأسيس جسر متين من العلاقات يكون أساسه مبدأ مصلحة المواطن أولًا وقبل كل شيء.
أسلوب العمل الإعلامي في المسرى:
يسعى المسرى إلى تسجيل إسهامه الفعال في تطوير العمل الإعلامي سواء من حيث الأفكار الصحفية الجديدة والطرق المبتكرة في تناول المواضيع والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية…إلخ، أو من حيث تميزه عن غيره من وسائل الإعلام المختلفة في استخدام أسلوب تحريري جديد يمتاز بالحرفية واللغة السلسة الواضحة بعيدًا عن الشوائب والأخطاء، والركون إلى التوازن بين الإسهاب الممل والاختصار المخل، والاعتماد على كم كافي من المعلومات والتفاصيل الموثقة يستغني بها المتلقي عن كثير من المنصات.
وسيزود المسرى محرريه وصحافيه بدليل تحريري عصري معتمد ينسجم مع هذه الأهداف وحفاظًا على اللغة السليمة الخالية من اللحن والأخطاء، وكل ذلك خدمة للمتلقي ونزولًا عند رغبته واحترامًا لذائقته. هذا الأسلوب التحريري سيكون أحد النقاط التي سيعرف بها نتاجات المسرى أينما كانت وفي أي وقت كان.
المعالجات الصحافية:
المسرى وإن كان منصة للترويج لأفكار وسياسات ومواقف إلا أنه لا يقيِّد نفسه بالتعمق في مهمته هذه في شكل معين بل يسعى جاهدًا لتنويع أساليبه في المعالجة الصحافية بحيث لا يؤخذ عليه استغراقه في الطابع السياسي وبالتالي ستكون أبوابه مفتوحة للأصوات والألوان والأفكار المختلفة لتأخذ مكانًا لها فيه شريطة عدم مخالفتها الخط الوطني العام والمباديء التي تحفظ الأمن والتعايش والسلم الأهلي وأخيرًا النهج الذي يسير عليه المشروع.
المسرى يسعى أيضًا إلى تعميق روح التعايش والوئام بين المكونات والأطياف القومية والدينية والمذهبية في العراق دون المساس برموزها أو التعرض لخصوصياتها ومعتقداتها، فالغالبية يحظون بفرصة الظهور والتعبير عن أنفسهم في المسرى دون استثناء وسيحاول الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، ولا فضل لأحد على آخر إلا بما يقدمه للمصلحة الشعبية العليا ومحاربة الفساد وخدمة البلاد والمواطنين بمختلف أطيافهم.
كما يسعى المسرى إلى إعادة الاحترام والمكانة المحفوظة للمواطن العادي دون إيلاء أي اهتمام بقوميته أو دينه أو مذهبه أو لغته، فالمواطنة هي أساس التعامل مع الشخصيات في المواد الصحافية وسيركز العمل الإعلامي بالدرجة الأولى على قصص المواطن البسيط ولا يخرج عن دائرته إلا نادرًا.
وتكمن رسالة المسرى في المصداقية في المعلومات، والدقة في النقل، ومراعاة القيم والمباديء الإنسانية والاجتماعية، وذلك عبر اتباع المعايير والأسس المهنية، وتجنيد الكفاءات المشهود لها، والحرص على تقديم ماهو جديد ونوعي، والسعي لاستغلال التكنولوجيا واستخدامها في العمل الإعلامي على أفضل وجه.
بإذن الله وبمساعدة المخلصين بدأنا, وبحماس وتفاني سنواظب على التمسك بما تعهدنا به والحكم سيكون المتلقي أولًا وأخيرًا، وما التوفيق إلا من عنده عزّ وجلّ.