المسرى : بشير علي
سجلت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا في بداية تعاملات اليوم، فيما وصلت العقود الآجلة لخام برنت إلى 83.78 دولار للبرميل في أكبر مكسب منذ 14 يناير 1991.
وقلصت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2021 ، في أحدث تقرير شهري لها صدر أمس الأربعاء، مع الحفاظ على توقعها لعام 2022.
وأعلن تحالف “أوبك بلس” الذي يضم بعضا من أكبر مصدري النفط في العالم، الأسبوع الماضي عدم زيادة انتاجه من النفط بما يتجاوز 400 ألف برميل يوميا التي كان يضيفها كل شهر، بمعنى الإبقاء على الزيادة المقررة في إنتاج النفط لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني رغم ارتفاع الأسعار، وبهذا القرار، تجاهل تحالف “أوبك بلس” الضغوط من كبرى الدول المستهلكة مثل الولايات المتحدة والصين التي طالبتا بكبح جماح أسعار النفط الآخذة في الارتفاع، وعزا التحالف قراره الذي اتسم بالحذر إلى حالة عدم اليقين بشأن جائحة كورونا.
ولا يزال يتقلص المعروض من النفط مع إحجام كبار مصدري النفط عن ضخ المزيد، بما يقدر بملايين البراميل يوميا من النفط الفائض في الوقت الذي يسعى فيه منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة جاهدين إلى جذب الاستثمارات لتعزيز الإنتاج .
وقال بيورنار تونهاوغين، رئيس أسواق النفط في ريستاد إنرجي، في تصريحات صحفية تابعها المسرى، إن نتائج اجتماع أوبك بلس “لم تكن مفاجئة، لكن مع تجاوز أسعار خام برنت عتبة الـ 80 دولارا للبرميل، فإن هذا المستوى يربك العملاء ويسعد المنتجين؛ لكن يجب توخي الحذر”.
وتعززت أسعار النفط بفعل قرارات تحالف “أوبك بلس” الذي يكافح للوفاء بالزيادة المقررة مسبقا والبالغة 400 ألف برميل يوميا إضافية على أساس شهري، إذ يرجع كثيرون الأمر بشكل أساسي إلى القضايا المتعلقة بالتشغيل في نيجيريا وأنغولا التي تعد ثاني أكبر مصدر للنفط في أفريقيا فضلا عن قضايا الصيانة في كازاخستان وتداعيات الأعاصير الذي ضربت خليج المكسيك
وفي تعليقه على هذا الأمر، قال كيران كلانسي، الخبير الاقتصادي في مؤسسة،”كابيتال إيكونوميكس” البريطانية للأبحاث، في تغريدات تابعها المسرى، إذا” استمر هذا الوضع كما هو الحال في الوقت الراهن بمعنى “فشل الانتاج في الوصول إلى أهداف المجموعة، فقد تظل أسعار النفط مرتفعة حتى العام المقبل .”
يشار إلى أن تحالف “أوبك بلس” قد وافق في أبريل/ نيسان من العام الماضي على إجراء تخفيضات على إنتاجه الإجمالي من خام النفط بمقدار 9,7 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 10 بالمائة من إجمالي الإمدادات العالمية جراء تداعيات جائحة كورونا الاقتصادية وما تسببت فيه من إرباك للاقتصاد العالمي. ويعمل التحالف على التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج مع انتعاش الطلب على النفط مرة أخرى.