المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
عادت من جديد التظاهرات والاحتجاجات إلى شوارع بغداد وبعض محافظات العراق، ولكن هذه المرة من أنصار ومؤيدي الأحزاب والكتل التي لاتزال ممسكة بزمام الأمور في العراق، والسبب رفضها للنتائج التي أعلنت عنها مفوضية الانتخابات، فيما يتعلق بالانتخابات التي جرت مؤخراً في البلاد.
الدكتور هيثم نعمان الهيتي أستاذ العلاقات الدولية من واشنطن، قال في حديث خاص لـ( المسرى) أن القوى المنضوية في الحشد الشعبي والتي خسرت الانتخابات، تريد من وراء هذه الاحتجاجات أن تضغط على الحكومة أو القوى السياسية الفائزة، إما العودة إلى تشكيل حكومة توافقية والابتعاد عن فكرة الاغلبية، أوالحفاظ على قوتها التسليحية خوفاً من المستقبل.
شكل الحكومة القادمة لا يتغير
الهيتي يرى كذلك انه رغم هذه النتائج الانتخابية، إلا ان شكل الحكومة القادمة لا يتغير كون رئيس الوزراء شيعي و رئيس الجمهورية كوردي، ورئيس البرلمان سيمثله (محمد الحلبوسي) كممثل للسنة، متوقعا أن يكون التغيير فقط داخل قبة البرلمان، كون أنصار طهران في المؤسسة التشريعية قد قلَّ عددهم، متخوفين من أن يصدر البرلمان تشريعاً بحل المظاهر المسلحة، وبالتالي تنهار المؤسسة العسكرية المسماة الحشد الشعبي كما انهارت شعبياً.
مستقبل العراق مرهون بالمباحثات الاميركية الايرانية
كما أوضح هيثم الهيتي للمسرى أن الوضع في العراق مستقبلاً مرهون أيضاً بالمباحثات الاميركية الايرانية المتمثلة باجتماعات فيننا، فإن تصاعدت هناك، فإن تداعياتها ستترجم مباشرة إلى الواقع العراقي، وقد لا يحمد عقباها، والعكس صحيح كذلك.
وفي السياق ذاته، أشار مدير مركز الإعلام العراقي في واشنطن نزار حيدر في حديث خص به ( المسرى): إن الاحتجاجات الموجودة الآن في الشارع العراقي بخصوص رفض نتائج الانتخابات، ستنتهي مثل سابقاتها، حيث يقبل الجميع في نهاية الأمر بنتائجها، ومن ثم يتوافقون فيما بينهم بتشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات.
معترضو اليوم هم من يمسكون السلطة
نزار حيدرقال كذلك: إن معترضي اليوم من الخاسرين، هم أنفسهم الذين قبلوا بنتائج الانتخابات عام 2018 ، ولم يعترضوا عليها،لأنهم كانوا فائزين، رغم كونها وبشهادة المراقبين والعراقيين كانت انتخابات مزورة وغير شفافة وشابها الكثير من المشاكل والانتقادات.
مبينا أن معترضي اليوم هم من يمسك السلطة الآن في البلاد، وبآصواتهم في البرلمان شُرع قانون الانتخابات الذي يرفضوه الآن، وبمشورتهم وأحزابهم وكتلهم شكلوا مفوضية الانتخابات، وأسموها (مستقلة)، وياتون اليوم ويتهموها بالتزويروعدم نزاهتها.
يشار إلى أن مناصري الكتل المنضوية ضمن الاطار التنسيقي الشيعي أنطلقوا في تظاهرات حاشدة في بغداد وبعض المحافظات الجنوبية تشكك بنتائج الانتخابات وتطعن بالنتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، وفي الوقت ذاته تطالب الحكومة بإلغاء نتائجها.