يعتزم الجيش العراقي اعادة بناء ثكنة عسكرية في قرية طوبزاوه بمحافظة كركوك، على اطلال نفس المعسكر الذي احتجز فيه الآلاف من الكورد تمهيدا لتصفيتهم في صحاري الجنوب ضمن حملات الأنفال سيئة الصيت التي قادها النظام السابق أواخر ثمانينات القرن المنصرم ضد الكورد بحسب متابعين ومراقبين كورد.
ومعسكر طوبزاوه أحد معسكرات الجيش العراقي السابق جنوب غربي مدينة كركوك/ 250 كم شمال بغداد ولم يبق منه الان سوى اطلال يعتبرها الكورد رمزا من رموز عمليات الانفال سيئة الصيت ويدعون الى الحفاظ عليها كشاهد على احتجاز الالاف من ابناء المكون تمهيدا الى وأدِهم في مقابر جماعية بمناطق مختلفة من الجنوب العراقي.
ولاقت هذه الخطوة استنكارا وشجبا واسعين لدى الكورد لاسيما في الاوساط الثقاقية التي تطالب مرارا وتكرار بتحويل اطلال معسكر طوبزاوه الى نصب تذكاري على غرار نصب حلبجة يخلد ضحايا عمليات الانفال، معتبرين ذلك خرقا لقرارت المحكمة الجنائية العراقية العليا في قضية الأنفال التي تنص على التعويض المعنوي للمؤنفلين، والحفاظ على هذا المعسكر ياتي ضمن هذا التعويض، منتقدين في ذات الوقت حكومة الاقليم والاحزاب والفعاليات السياسية في كوردستان وباقي مناطق العراق لصمتهم جراء ما يحصل.
ويقول الصحفي الكوردي عارف قورباني المختص في شؤون الانفال في منشور على صفحته في الـ “فيس بوك” ان “طوبزاوه تستحق ان تتحول الى صرح ونصب لتخيد ضحيا الانفال وليس معسكرا من جديد”، مشيرا الى ان “كل زوايا هذا المعسكر تروي مأساة الانفال وشاهد على الجرائم الوحشية المرتكبة بحق الكورد”.
واضاف اننا “كعاملين في المنظمات المعنية بجرائم الابادة الجماعية بالرغم من ادانتنا لمحاولات الجيش العراقي هذه، نطالب ايضا بايقاف عسكرة المكان الذي انفل منه الكورد واضحى وصمة عار في تاريخ البعث الديكتاتوري”. على حد تعبيره.
وقال الكاتب والباحث في مجال الجينوسايد طه سليمان في مقال نشره على صفحته في الفيسبوك إن إعادة تعمير المعسكر ونشر الجيش فيه مع أنه لا يقل شيئا عن اقتراف الجريمة، فهو استمرار وإصرار على فلسفة وسياسة الجينوسايد نفسها، والتي تجد نفسها في إبادة الشعب الكوردي وكورستان.
منوها إلى دعم جميع المحاولات والمساعي التي تبذلها المنظمات والناشطين وكتاب مجال الجينوسايد والأنفال والذين دخلوا على الخط لمنع هذا العمل غير المحبذ.
داعيا رئاسة الإقليم وبرلمان كوردستان وحكومة الإقليم وجميع الكتل الكوردستانية في مجلس النواب العراقي ورئاسة الجمهورية وممثلي الكورد في مجلس الوزراء العراقي إلى الدخول بإصرار أكثر وإلغاء هذه الخطوة، والعمل على أن يتم استلام موقع المعسكر رسميا من الحكومة العراقية وتحويله إلى متحف خاص بجريمة الجينوسايد والأنفال حسب تخطيط مناسب.محذرا من أنهم إذا لم يقموا بذلك فسيتحملون مسؤولية أخلاقية وتاريخية.
بدوره اعاد الصحفي سوران الداوودي نشر مقال كتبته صحفة على “الـفيس بوك” تحمل اسم عمر الداوودي ان “في إعادة إحياء المكان كمعسكر إهانة كبرى لأولئك الأبرياء ولأقاربهم الأحياء وللشعب الكوردي عموما، وعلى المسؤولين الكُرد وعلى الشعب الكُردي أيضا أن يخجلوا مرتين قبل أن يسمحوا بهذا الأمر”، مؤكدا ان “على المسؤولين تقع عبء الإجراءات الرسمية عبر القنوات الرسمية وعلى الشعب يقع عبء دفع دينار واحد فقط لأجل تحويل المكان الى متحف خاص بأولئك الضحايا الأبرياء”.
هذا ولم يصدر لحد الان اي تصريح رسمي سواء على صعيد الحكومة المركزية ام حكومة الاقليم فيما يتعلق بنية الجيش العراقي اعادة بناء معسكر على اطلال معسكر طوبزاوه الشاهد على حقبة زمنية قاسية ومؤلمة للكرد في العراق.
وفي تطور جديد أعلن المركز الثاني لتنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني عن وقف عملية إعادة بناء المعكسر على تلك الآثار بمساع من أعضاء المكتب السياسي والقياديين في الاتحاد الوطني خصوصا آسو مامند عضو المكتب السياسي وخالد شواني عضو المجلس القيادي عن طريق د.برهم صالح رئيس الجمهورية.
وشكر المركز في بيان تلقى المسرى نسخة منه جميع الأشخاص والأطراف الذين تعاونوا في معالجة المشكلة، مشددا على أن الاتحاد الوطني سيكون مثلما كان حاميا ومدافعا عن كركوك والكركوكيين، كما تعهد ببذل جميع المساعي من أجل الوصول إلى معالجة جذرية لقضية كركوك.