المسرى… تقرير: فؤاد عبد الله
بسبب سوء الاوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية المتعاقبة في البلاد، يضطر عشرات الآلاف من العراقيين سنويا إلى الهجرة خارج إلى البلاد، أملا في البحث عن حياة جديدة تعوضهم عما عانوه من مآسي، تثلج قلوبهم وتزرع فيهم الأمل لغد مشرق لهم ولأسرهم، وأحيانا في سبيل الوصول إلى هذا الأمل يضحون بالغالي والنفيس ألا وهي أرواحهم.
الأمل بالغد
الباحث الاجتماعي الدكتور علاء الصفار يقول:”إن الإنسان كذات بداخله شيء يسمى، الأمل بالغد، وعند العراقيين هذا الأمل قد تم إعدامه من قديم الزمان، وتحديداً من أيام النظام السابق،وما بعد 2003، أصبح هذا الأمل مستحيلاً استرجاعه”، مضيفاً “الانسان بطبيعته انه اذا فقد الأمل دخل مرحلة اليأس، وهذا اليأس هو الدافع الأساسي لما يحصل الأن من واقع هجرة الشباب العراقي الى الخارج”.
هجرة العراقيين ستستمر
الصفار أوضح لـ( المسرى ) ايضاً “ان الهجرة الى خارج البلاد أصبح مظهراً عاماً وقوياً ومستمراً، والسبب يعود لمشكلة أساسية، وهي أن الشباب العراقي ليس له أمل بالغد، ولأن والشباب أيقنوا أنهم ضحايا حكومات فاشلة متعاقبة على حكم العراق منذ أكثر من 18 سنة” لافتاً “بقاء الحال كما هو عليه الأن في العراق سياسياَ وأقتصاديا، يعني إستمرار هجرة الشباب الى الخارج و دون توقف”.
لا احصائية لأعداد المهاجرين العراقيين
وفيما يتعلق باعداد واحصاءات عن عدد العراقيين المهاجرين الى خارج البلاد، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية علي عباس جهانكيرلـ( المسرى) ” لاتوجد احصائية دقيقة لأعداد المهاجرين العراقيين في الخارج، وانما هناك تقارير غير رسمية من الوكالات الأجنبية تتحدث عن 4,500 ملايين إلى 5 ملايين مهاجر”، مبينا ” هذا العدد يشمل المهاجرين العراقيين من زمن النظام السابق إلى الآن”.
طريق الموت
وفي وقت سابق رحبت الخارجية الألمانية، بنجاح محادثاتها مع العراق لوقف الأخير رحلاته الجوية إلى دولة بيلاروسيا، حيث سجلت السلطات الالمانية وصول 4889 من الوافدين بصورة غير شرعية عبر بيلاروسيا في شهر تشرين الاول 2021 فقط، وهو ما يمثل أكثر من نصف عدد جميع الوافدين هذا العام.
ويقول الاتحاد الأوربي ان طريق مينسك- بيلاروسيا تكاد تكون مأساة جديدة على أبواب أوروبا، لذا تعتزم الحكومة البولندية في خطوة غير مسبوقة بناء جدار لتحصين حدودها مع بيلاروسيا حتى لو رفض الاتحاد الأوروبي تقديم الدعم المادي لها، وهو أمر يرفضه الاتحاد.