المسرى.. تقرير : فؤاد عبدالله
يتفق الكثير من المراقبين و المتابعين للشأن العراقي داخليا كان ام خارجيا ان العراق يمر بمرحلة انتقالية باتجاه مرحلة تجدد الثقة كدولة محورية في الوسط العربي والمنطقة والعالم، ومحاولاته المستمرة للتحول من منطقة تصفية صراعات لا شأن له بها إلى بلد مؤثر في المعادلات الإقليمية والدولية. وقد أظهرت الإنتخابات الأخيرة بوضوح رغبة المواطنين المكتوين بنار داعش والمدمرة مدنهم وبيوتهم وممتلكاتهم، في تغيير جدي لواقع حالهم ومدنهم.
حكومات فاشلة
الخبير الاستراتيجي الدكتور علاء النشوع يعتقد ” أن سوء الأوضاع في العراق بعد العام 2003 يعود إلى فشل الحكومات المتعاقبة التي توالت على حكم العراق في تحسين الواقع العراقي داخليا وخارجياً، لأنها كانت حكومات أحزاب السلطة، تهتم بمصالحها فقط وليس بمصالح المواطن”، مبينا ” ان العراق بكل أطيافه ومكوناته يدفع ضريبة ذلك الفشل الان، وهو ما جعل التحديات الامنية والاقتصادية والخدمية تتراكم وتتراجع مستوياتها وادائها”.
مدن مهملة
وأضاف النشوع لـ( المسرى) ” إن دخول داعش للعراق واحتلال اراضيه، قد فاقم الازمات في البلاد وأدخل العراق بشكل عام والمناطق السنية بشكل خاص الى الفوضى، ومن كل النواحي عسكريا وأمنيا واقتصاديا” لافتاً إلى أن “الان وبعد مرورعدة سنوات على تحرير المدن والمناطق من سيطرة داعش، نراها مهملة وعمليات الاعمار فيها بطيئة جداً، رغم أن العراق يمتلك أمكانات اقتصادية هائلة وقدرات كبيرة تجعله يؤمن العيش الكريم، واعلى مستويات الدخل لأبنائه، ولكن الفساد الاداري يحول دون تحقيق ذلك”.
سياسة إرضاء الدول
ويعلل الخبير الاستراتيجي سبب عدم نهضة العراق مقارنه بدول المنطقة بعدة امور منها “أن الطبقة السياسية الفاسدة في البلاد و المصالح الشخصية للأحزاب، وغلق المعامل الانتاجية والتعطيل الأجباري للعمال، إرضاءً لدول معينة، أغرقت الأسواق العراقية ببضائعها، هي أهم اسباب تدمير البلاد صناعياً وزراعياً، فكيف بها ان تنهض؟ وتبني العراق من جديد؟”.
قال الشعب العراقي في الانتخابات الاخيرة كلمته، وهو الان بانتظار اعلان النتائج النهائية بعد الانتهاء من مسألة الطعون والعد والفرز اليدوي، ليرى برلمانا وحكومة تحقق رغباته وأحلامه وطموحاته، وتنهي سياسة تدوير الازمات.