المسرى ..
اعداد : كديانو عليكو
يرقد الشاعر الكربلائي، شاعر العراق والمشرق محمد بن سليمان الملقب بفضّولي البغدادي (1494ــ1556) وسط حديقة صغيرة في مدينة كربلاء والذي يَعدّه العراق نابغته الأوحد في القرن العاشر الهجري وتَعدّه آذربيجان شاعرها الأول وتكرّمه وتعتز به أفغانستان وإيران والهند وتركيا ويُجِلُّه التركمان في العراق.
ألقاب كثيرة
يلقبونه الاتراك برئيس الشعراء وأستاذ الكل ورائد الأدب التركي، وأطلق عليه الأديب التركي الكبير عبد الحق صامد ألقاب الشاعر الأعظم وشيخ الشعراء) وأعظم شعراء المشرق ويحرص أدباء آذربيجان السوفيتية على زيارة قبره في كربلاء عندما يحلون في ربوع العراق.
اذربيجان تحتفي بالشاعر فضولي البغدادي
ولأن اذربيجان تعتبر فضولي البغدادي شاعرها الاول فقد افتتحت مطارا يحمل اسمه.
وزير الثقافة والآثار العراقي حسن ناظم، احتفى عبر تويتر، بافتتاح مطار في أذربيجان يحمل اسم الشاعر فضولي البغدادي، غير أنه عتب على العراق لإهمال هذا الشاعر في حين أن دولا أخرى تفتخر بأفذاذ عراقيين.
ونشر ناظم مجموعة صور للمطار، إحداها للرئيس الأذري إلهام علييف بصحبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال افتتاح مطار “فضولي”، وعلق عليها قائلا: “مطار جديد بأذربيجان باسم فضولي”.
فضولي يعتكف للعبادة
اعتزل فضولي في أواخر حياته واعتكف للعبادة في ضريح الإمام الحسين وكان يضيئ القناديل في المرقد مبتعداً عن ملاذ الدنيا ومتاعبها، وكان يدعو إلى إنصاف المظلومين، وفضّل الاعتزال والزهد والتبتّل والعبادة وتكريس نفسه لها والابتعاد عن الدنيا ومغرياتها فكانت كربلاء هي أفضل المدن في نظره وكان يسميها (إكسيرُ المالك) حتى أدركه الأجل بوباء الطاعون ودفن في كربلاء 1556 في المشهد الحسيني تجاه باب القِبلة.
سخَّر فضولي شِعره لنُصرة المضطهدين
كان أبرز المواضيع التي تعرّض لها فضولي في ديوانه هو مقارعة الظلم والظالمين والوقوف إلى جانب المستضعفين، اذ سخّر كثيراً من شعره لنصرة المضطهدين وتأثر في ذلك كثيراً بأبي العلاء المعري.
بقي فضولي في العراق طوال حياته. كتب عمله المعروف باسم “التذمر” وفيه علق بشكل تهكمي على عدم حصوله على مركز شاعر المحكمة في القسطنطينية.
كتب فضولي أشعاره بنفس البراعة باللغة التركية والفارسية والعربية. بالرغم من أن أعماله التركية مكتوبة باللهجة الآذربايجانية، إلا أنه كان ملماً بالتقاليد الأدبية العثمانية والجغتاي التركية.
من أبرز أعماله الأخرى “ملحمة مجنون ليلى”، وفيه يصور رومانسية المجنون وليلى.
لفضولي ديوانان، الأول بالتركية الآذربايجانية، والثاني بالفارسية.