المسرى :
تقرير : علي الحياني
تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي مع زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى سوريا ولقاءه بالرئيس بشار الأسد.
المدونون والمختصون وصفوا هذا اللقاء بأنه، يمثل الوجه السلبي من السياسة، التي شردت الملايين من السوريين وتركتهم بين قتيل ولاجئ وجائع.
وعلى آثر التظاهرات التي اندلعت في المدن السورية بعد موجة مايعرف بالربيع العربي الذي بدأ في تونس وتحول إلى مصر، لكن الأمر كان مغايراً في سوريا، حيث صمد نظام الأسد أمام معارضيه، بالرغم من سقوط الآلاف من القتلى ودخول روسيا والولايات المتحدة وإيران وتركيا والخليج على خط الأزمة السورية.
تهكمٌ إعلامي
الإعلامي والمدون علي وجيه كتب على تويتر قائلاً إن، الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير، ولايسقط أي نظام سياسي إلا إذا اتفقت المنطقة كلها على إسقاطه.
الصحفي العراقي محمد شفيق أشار في منشور له على صفحته في فيس بوك متهكماً بأن، وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ومن العاصمة السورية دمشق يؤكد، على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب!
متسائلاً “لعد والبراميل المتفجرة والنظام النصيري، شنو ذني جانت برنامج الصدمة”.
انتقادٌ عربي
مدونون عرب انتقدوا زيار آل نهيان إلى دمشق، معتبرين الزيارة، إهانة للشعب السوري الذي تعرض لنكسات كبيرة والعديد من المجازر التي أجبرت الملايين على ترك بلادهم واللجوء للدول الأخرى، فيما يقبع الشعب السوري بين ناري الحصار والأزمة الاقتصادية.
قلقٌ أميركي
الولايات المتحدة بدورها انتقدت الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان إلى دمشق والتقى خلالها بالرئيس السوري بشار الأسد، مندّدة بجهود تبذل لتعويم “دكتاتور وحشي”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميريكية نيد برايس في مؤتمر صحافي “نحن قلقون لورود تقارير عن هذا الاجتماع والإشارة التي يبعث بها”.
وأشار برايس إلى أن “هذا الموضوع غالباً ما تتاح الفرصة للبحث فيه مع شركائنا المقربين في المنطقة، بمن فيهم الإماراتيون، ونحن أبلغنا موقفنا بكل وضوح”.
وتابع برايس “هذه الإدارة لن تبدي أي دعم لجهود تبذل من أجل تطبيع العلاقة مع الأسد أو تعويمه”، واصفا الأخير بأنه “دكتاتور وحشي”.
قطيعةٌ لسنوات
وعلى غرار دول غربية وخليجية عدة، قطعت الإمارات في شباط/فبراير 2012 علاقتها الدبلوماسية مع دمشق، بعد نحو عام من اندلاع احتجاجات شعبية واجهتها قوات الأمن بالقمع، وسرعان ما تحولت إلى نزاعٍ مسلح وفي نهاية العام 2018، استأنفت الإمارات العمل في سفارتها لدى دمشق مع بدء مؤشرات الانفتاح الخليجي.
13 مليون سوري نزحوا منذ اشتعال الصراع قبل أكثر من 10 أعوام، وهو ما يمثل حوالي 60 في المئة من عدد السكان قبل اندلاع الحرب، وهي نسبة نزوح لم تشهدها دولة من قبل خلال العقود الأخيرة، بحسب مركز بيو للأبحاث نشره عام 2018.
ويضيف المركز في دراسة نشرها على موقعه الإلكتروني أن أكثر من ستة ملايين و300 ألف سوري، أي حوالي 49 في المئة من عدد المهجرين قد نزحوا داخلياً، لكن هذه النسبة تغيرت خلال السنوات الأخيرة مع عودة مئات الآلاف إلى ديارهم وظهور نازحين جدد. ويقول المركز إن حوالي 700 ألف سوري نزحوا داخلياً في النصف الأول من 2017 بسبب الصراع المستمر.