المسرى :
تقرير : وفاء غانم
تطورت الأحداث سريعا وسرعان مادخلت التكنلوجيا بيوت العراقيين كباقي بلدان العالم , ليرضخوا لها بطريقة غير مدروسة وغير مؤهلة, لتترك خلفها ضحايا لاشخاص اساءوا استخدامها .
واصبحت مواقع التواصل الاجتماعي الوسيلة الرئيسية للعلاقات الاجتماعية , والتي بدأت تفرض حياة افتراضية لاتعكس الواقع بشكله الحقيقي اوالصحيح .
العالم الرقمي
ويرى مختصون وخبراء في الاجتماع ان العالم الرقمي خلف تغيرات عميقة في عملية الاتصال والتواصل الاجتماعي بين الأشخاص والمجموعات البشرية ، وادت الى تغيير الكثير من السلوكيات والتصرفات ، واحدثت تغييرات في منظومة القيم والتقاليد والعادات داخل المجتمعات الشرقية ، التي لم تستطع شعوبها مقاومة ما يجرفه تيار العولمة الزاحف عبر مواقع تواصل اجتماعي والذي لا تقيده حدود، ولا تحكمه قيم ولا مبادئ، رهانه هو الانتشار والتوسع ونشر أفكار ومعلومات ذات طابع آني واستهلاكي في غالبها، أفكار قد لا تكون متلائمة ومتفقة في معظمها مع بعض المجتمعات وخاصة الشرقية منها ، التي لم تتمكن مقابل هذا، من إيقاف هذه الموجة العالمية.
ومن ابرز التطبيقات الكثيرة التي يتم تحميلها من قبل المستخدمين على اجهزتهم الذكية , هو تطبيق “تيك توك “.
ماهو التيك توك TikTok؟
عبارة عن تطبيق يقوم بتسجيل فيديوهات قصيرة مدتها لا تزيد عن 15 ثانية، بحيث يمكن لأي شخص تسجيل هذه الفيديوهات بكاميرا الهاتف الخاصة به, وبطريقة سهلة جدا.
تم اطلاقه في عام 2017 ,وفي 2018 اعتبر من التطبيقات الاكثر تحميلا حيث وصل عدد المستخدمين النشطين فيه 500 مليون مستخدم.
وعن طريقه يتم مشاهدة مليار فيديو كل يوم.
ورأى “تيك توك” النور لاول مرة في 2014 على يد نخبة من رواد الاعمال الصينين ليوي يانغ واليكس تشو وفي فترة قليلة لم تتجاوز 3 سنوات تمكن التطبيق من جني اكثر من مليار دولار اميركي وتتخذ الشركة المالكة لها مدينة بكين مقرا لها.
%14تقريباً من مستخدمي تطبيق تيك توك أعمارهم من 16 إلى 24 عاماً, 56% من ذكور , 44 % اناث.
محتوى التطبيق
فيديوهات تيك توك قد تكون أي شيء، مقاطع قصيرة مضحكة، أجزاء من فيديوهات رياضية تقوم برفعها على التطبيق أو أجزاء من محاضرات أو أي شيء آخر.
يقوم التطبيق بترويج هذه الفيديوهات إلى المستخدمين الآخرين الذين يتابعون هذا الشخص، أو باستخدام الخوارزميات الخاصة بالتطبيق.
هذه الفكرة معمول بها في كل تطبيقات السوشيال ميديا، ولكن تطبيق تيك توك هو الأكثر تطور وعنفوان في هذا المجال، فالتطبيق لا يكترث كثيراً للأشخاص الذين تتابعهم أو الكثير من العوامل الأخرى التي تهتم بها التطبيقات الأخرى,بسبب انتشار تيك توك الرهيب وكثرة مستخدميه الذين تخطوا حاجز المليار، فقد تم زيادة وقت الفيديوهات إلى 25 ثانية في بعض المناطق خصوصاً في أمريكا وأوروبا.
السر وراء انتشاره
الكثير من الناس يتسائلون عن السر وراء انتشار تطبيق تيك توك خصوصاً بين صغار السن فلسر يكمن في طريقة عرض الفيديوهات الذي تطبيق يقوم بتحليل كل شيء يقوم به المستخدم على التطبيق، و يعتمد على خوارزميات متقدمة في معرفة أنواع المحتوى الذي تفضله بذكاء شديد.
فكل ما يريده التطبيق هو تحليل المحتوى الذي تشاهده بدقة شديدة سواء من موضوع الفيديو، أو الموسيقى التي يحتوى عليها، أو الأشخاص، وجنسهم، والألوان الموجودة بالفيديو وغيرها من الأمور.
وبهذا يقوم بمعرفة الفيديوهات التي تحبها بدقة بالغة، كما أن التطبيق يجمع معلومات أكثر مع كل فيديو تشاهده مما يحسن من دقته أكثر.
وهذا هو السبب الأقوى وراء انتشار تطبيق تيك توك في العالم كله بين المراهقين، فهو يفهمهم جيداً ويقدم لهم الفيديوهات التي يحبونها أكثر من أي تطبيق سوشيال ميديا آخر. بحسب مصادر اعلامية
المرعب في تطبيق تيك توك أن عدد المستخدمين يزداد بشكل رهيب، كما أن عدد كبير من الكبار (أكبر من 26 عاماً) بدأوا ينجذبون إلى التطبيق في الكثير من دول العالم.
مليار مستخدم شهريا
ومؤخرا أعلنت شركة تيك توك أن عدد مستخدمي التطبيق النشطين بلغ مليار شخص شهريا، ويعني ذلك أن واحدا من كل 7 أشخاص من سكان الكرة الأرضية يشاهد على نحو منتظم مقاطع فيديو قصيرة على هذا التطبيق.
وتقول تيك توك إن أكبر أسواقها موجودة في الولايات المتحدة وأوروبا والبرازيل وجنوب شرقي آسيا مع أن مقر الشركة “بايت دانس” (ByteDance) يقع في الصين.
حجبه ( حظره ) في العراق
و ذكرت وسائل اعلام محلية ان مصدرا من هيئة الاعلام والاتصالات العراقية، كشف في وقت سابق ، عن نية الهيئة بحجب تطبيق التواصل الاجتماعي “تيك توك” في العراق,بعد تلقيه الكثير من الشكاوى بهذا الخصوص.
واضاف المصدر انه تمت مناقشة محتوى تطبيق تيك توك في اجتماع للهيئة من حيث عدم مراعاته الذوق العام في العراق، وكثرة المقاطع الخادشة المتداولة من خلاله اضافة الى عدم ملاءمته لفئات عمرية معينة.
أعداد العراقيين على التطبيق تزايدت في الاونة الاخيرة ، وسط تصاعد الجدل حيال المحتوى الذي يقدمه الناشطون وصناع الفيديوهات عليه.
فبحسب إحصائيات غير رسمية اشارت الى وجود نحو 14 مليون مستخدم عراقي للتطبيق الذي احتل موقعاً في الصدارة بين شبكات التواصل الاجتماعي في العراق.بحسب المصادر
وقامت بعض الدول في 2020بحظر التطبيق مثل الهند وباسكتان، بسبب مقاطع فيديو ”غير أخلاقية“ و“غير لائقة“ في لكنها تراجعت عن الحظر بعد عشرة أيام.
مواضيع حساسه وخادشة للحياء
وتشكو العديد من الأسر العراقية من استخدام ابنائها وبناتها لتطبيق “تيك توك” لكون النسبة الأعلى من المحتوى الذي ينشر في هذا التطبيق خادش للحياء ومواضيع حساسة لاتناسب المجتمع العراقي .بحسب مراقبين
اضافة الى ماذكر اعلاه استفحلت في الاونة الاخيرة ظاهرة الابتزاز الالكتروني التي شكلت معضلة كبيرة لدى الكثير من الدول من بينها العراق.
فمنذ أن دخلت وسائل التواصل الاجتماعي إلى العراق، انتشرت جرائم الابتزاز الإلكتروني بشكل واسع وتطورت مع مرور الوقت وخرجت منها عصابات منظمة، خاصة مع ضعف تطبيق القانون في العراق والتعامل غير الحازم مع هذه القضايا وإيجاد تشريعات قانونية مجدية وحديثه مع التطور التكنولوجي الحاصل.
يرى باحثون اجتماعيون أن انتشار البطالة والفقر وعدم الاستقرار قد ساعد على ارتكاب مثل هذه الجرائم، إذ أن ما يحدث من جرائم في كل المجالات، هو تعبير جلي عن الواقع السياسي بالبلاد الذي يشهد تراجعا في تقديم الخدمات والتنمية وفرص العمل، ودائمًا ما يعتبر الابتزاز الإلكتروني هو مصدر لجني الأموال من الضحية أو محاولة لملء الفراغ الذي يمر به الشباب العراقي .
ووفرت شبكات التواصل الاجتماعي لبعض النساء العراقيات حرية غير مسبوقة في التعبير عن آرائهن ومنحتهن مساحة واسعة لمشاركة أفكارهن مع المجتمع، وغالبا ما يبقين مجهولات على مواقع التواصل الاجتماعي خوفا من عمليات الابتزاز الإلكتروني المتزايدة على نحو مطّرد في العراق. بحسب مختصين