المسرى … تقرير: فؤاد عبد الله
حاز الكورد مجتمعين على أكثر من ستين مقعدا نيابيا في الانتخابات التي جرت شهر تشرين الاول الماضي، وهي قوة نيابية سياسية لا يستهان بها في التحالفات المقبلة، هذا في حالة إن كانوا متفقين على برنامج سياسي واحد للتفاوض والتباحث مع الاطراف الشيعية والسنية في بغداد، علماً أنهم يمثلون الكتلة الثالثة في البرلمان.
انقسام الكورد فيما بينهم
ومع هذا فإن الأحزاب الكوردية بكل مسمياتها غير موحدة حتى الان على ورقة عمل مشتركة للتفاوض حول شكل الحكومة القادمة، ولكن يخرج سياسي أو مسؤول من هذا الحزب أو ذاك بين فترة وأخرى ويقول أننا سندخل المفاوضات والحكومة بكتلة موحدة من أجل خدمة وتحقيق المطالب الكوردية.
صوت واحد
وفي هذا السياق يقول الكاتب والصحفي كاروان أنور لـ( المسرى) إن “البيت الكوردي لحد اللحظة مشتت، علماً انه بعد الانتخابات أعلنت أغلب الأحزاب الكردية ان صوت الكورد سيكون موحداً في بغداد، وسنتجه إليها كمكون كوردي وليس كأحزاب منفردة، كل لحاله”، مبيناً أن ” ما حصل كان عكس ذلك، حيث اقدم الديمقراطي الكوردستاني بعد الانتخابات على الذهاب وحده كحزب إلى بغداد للقاء الاحزاب العراقية الفائزة في الانتخابات، لتبادل الآراء وبناء التحالفات، كاسراً كل الوعود التي قطعها للأحزاب الكوردستانية، وتلتها زيارة وفد للاتحاد الوطني الكوردستاني إلى بغداد وحده ولقاءاته مع الاحزاب العراقية الشيعية والسنية”.
تشتيت الصف
أنور أشار ايضا إلى أن ” الأحزاب الكوردية بهذا الشكل سيشتتون الصف الكوردي، ويكون صوتهم غير مسموع في مركز القرار السياسي في بغداد، إضافة إلى أن مقاعدهم النيابية الـ 63 التي فازوا بها في الانتخابات، ستكون دون فائدة أو قوة تذكرفي البرلمان ولا تخدم شعب كوردستان وقضاياه العادلة”، لافتاً إلى أن ” ذا الأنقسام إذا استمرسيؤدي بالنتيجة إلى ضعف مكانة المكون الكوردي في بغداد، لأن استجابة الأحزاب العراقية لمطالبه ستكون ضعيفة أو معدومة بسبب هذا التشتت وعدم التوافق فيما بينها حول القضايا التي تهم الشارع الكوردي”.
توافق الكورد فيما بينهم
وعلى العكس من ذلك فقد أكد المحلل السياسي شيرزاد قاسم لـ( المسرى) أن ” المسألة ليست كذلك، بل بالعكس الأطراف الكوردية الفائزة في الانتخابات متوافقة فيما بينها على شكل المفاوضات مع الأطراف العراقية الفائزة حول شكل الحكومة القادمة، وهناك زيارات متبادلة بينهم، إضافة لوجود شبه إتفاق مشترك على خطوط عريضة “، منوهاً إلى انه” بعد المصادقة على نتائج الانتخابات وإعلان النتائج النهائية سيعقد إجتماع لرئاسة الإقليم وبحضوركل الأحزاب الفائزة في الانتخابات لتوحيد المواقف والرؤى الكوردية، والعمل المشترك في بغداد”.
طروحات تخدم الإقليم
واوضح قاسم أن ” جميع الوفود المتمثلة بالكتل العراقية الفائزة في الانتخابات والتي زارت الإقليم مؤخراً، كان بينها تنسيق للعمل والتفاهمات المشتركة ولكيفية العمل في الحكومة القادمة، وما طرح في تلك اللقاءات بين الاحزاب الكوردية والعربية ( شيعية وسنية) لم تكن طروحات فئوية أو جهوية حزبية معينة، وإنما كانت طروحات تهم وتخدم جميع الأطراف الكوردية والقضية الكوردية بشكل عام”، مستدركا بالقول إن ” زيارات الأحزاب والكتل السنية والشيعية إلى إقليم كوردستان، ولقائهم مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بشكل منفرد، كل ما طرح فيها، انصب في مصلحة إقليم كوردستان، لأن هناك رؤية كوردية واضحة لكيفية العمل في البرلمان والحكومة القادمة”.
ترتيب الاوراق
حتى الآن يبدو شكل التحالفات السياسية العراقية مبهماً، والأحزاب الكوردية الكبيرة تحاول فيما بينها ترتيب أوراقها قبيل تشكيل الحكومة الجديدة، وتضع شروطا وخطوطا عريضة قبل الدخول بأي تحالفات مع الاحزاب والتكتلات العراقية.