تباينت الاراء والأمال حول تشكيل اول جبهة برلمانية معارضة للاحزاب التقليدية داخل قبة البرلمان العراقي، حيث يكون صوتها مسموعا، وتخلق مشهدا سياسيا داخليا معارضا للمؤسسات الرسمية والقوى والأحزاب والفصائل المتنفذة في البرلمان والحكومة وفي المشهد السياسي المعروف عنه منذ العام 2003.
لاتغيير في البرلمان القادم
المحلل السياسي محمد جعفر من واشنطن في حديث خاص لـ( المسرى) يرى “ان النواب الجدد الصاعدين الى البرلمان من المستقلين،لا يمكنهم أن يحدثوا أي تغييردون التوافق مع الحيتان الكبيرة والقوية والمتنفذة والمتجذرة داخل الدولة العراقية”، مؤكدا “أن البرلمان واجهة لتلك القيادات، بمعنى حتى لو كانت بعض الاحزاب والكتل لا تمتلك ثقلا في البرلمان الجديد، الا أن لها ثقلا في إدارة الدولة والسلاح”، بمعنى ان قوتهم اكبر من المستقلين”.
فشل المستقلين
وأضاف “ان البرلمان القادم لا يختلف عن سابقاته في الدورات الاربع الماضية، وما وجود المستقلين بأعداد أكبر مقارنة بالدورات السابقة، الا تجربة قد تنجح أو لا، والايام كفيلة بتبيان ذلك، مع ان الواقع يقول انهم (اي المستقلين) لن ينجحوا بوجود تلك الجبهات والكتل السياسية الكبيرة المتجذرة في الواقع العراقي.
البرلمان القادم مبعث أمل
اما السياسي المستقل الدكتور فتاح الشيخ فله رأي مغاير، حيث قال في حديث خاص لـ(المسرى): “بصعود الشباب والمستقلين، ومنْ خرجوا من رحم التظاهرات الى البرلمان، سنشاهد برلمانا مغايراً بعض الشيء عن سابقاته في الدورات الماضية، وهو ما يبعث على الامل وعلى تغيير خارطة مجلس النواب ليس كما عهدناه سابقاً”.
المشكلات سببها احزاب خاسرة
الشيخ استبعد “أن يرى الشعب العراقي أحزاباً او كتلاً مثل دولة القانون والفتح في جبهة المعارضة داخل البرلمان القادم، لانهما جزء من المشاكل التي تعصف بالعراق من فساد وسوء إستخدام السلطة، وتسخير المال السياسي لأحزابهم” لافتاً “حتى لو أنهم شكلوا كتلة معارضة في البرلمان ستكون كتلة هزيلة، لمطالبتهم بالمصالح الشخصية وإمتيازاتهم الخاصة، ولن تكون جبهة معارضة لايصال صوت الشباب والشعب العراقي للجهات المعنية”.
من الواضح ان الشارع العراقي منقسم على نفسه بين متفائل بتغييرالواقع الذي استمر منذ العام 2003 بتشكيل جبهة معارضة داخل البرلمان، حتى وإن لم تنجح، لكنها سترسل رسالة الى أحزاب السلطة بأنها أستطاعت أن تشكل كتلة من خارج الاحزاب السياسية التي لا تؤمن بمفهوم المعارضة، ومتشائم بأن الوضع لا يتغير بوجود معارضة اوعدمها، لان خاسري اليوم هم أصحاب والنفوذ والسلاح، وإن لم يحققوا مبتغاهم ويؤمنوا مصالحهم فسيخسر الفائزون ومعه العراق استقراره.